المدونة

بحوث في الشريعة والقانون

فهرس المقال

تعد عقوبة بيع الاعضاء في السعودية إحدى الجرائم الخطيرة التي تمس كرامة الإنسان وحرمة جسده، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع في مجال الطب وزراعة الأعضاء، أصبحت هذه الجريمة تشكل تهديدًا متزايداً للمجتمعات.

 

تعريف جريمة الاتجار الأعضاء البشرية

تعريف جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية هي "استقطاب، أو نقل، أو تسليم، أو إيواء، أو استقبال شخص ما عن طريق التهديد، أو الاستخدام المباشر، أو غير المباشر للقوة، أو الخداع، أو الاحتيال، أو إساءة استغلال السلطة، أو استغلال حالة ضعف، أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا للحصول على موافقة شخص للسيطرة على شخص آخر بهدف استغلاله في زراعة أعضائه البشرية"

 

اقرأ أيضًا: عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في المناعة البشرية

 

خصائص جريمة الاتجار بأعضاء البشر

تعد عقوبة بيع الاعضاء في السعودية من الجرائم الخطيرة لذلك يوجد لها عده خصائص مميزة لها، وهي:

جريمة منظمة

جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية هي مجموعة من الأنشطة الإجرامية غير المشروعة التي تمارسها عصابات وجماعات إجرامية منظمة، هؤلاء الجناة يعملون على توفير وتسهيل تجارة الأعضاء البشرية بهدف تحقيق مكاسب مالية ضخمة بطرق غير قانونية.

وتتميز هذه الجريمة بوجود طلب كبير على تلك الأعضاء البشرية المسروقة أو المشتراة من أشخاص ضعفاء أو مستضعفين، كما يتواطأ في تنفيذ هذه الجرائم بعض الموظفين الفاسدين في الحكومة والمؤسسات الرسمية، الذين يستفيدون ماديًا من تسهيل وتغطية عمليات الاتجار.

 

جريمة مستحدثة

جريمة الاتجار بالبشر كظاهرة مستحدثة نسبيًا مقارنة بالجرائم التقليدية المعروفة من قبل، فعلى الرغم من أن الاستغلال الإنساني قديم قدم التاريخ، إلا أن أساليب وأدوات تنفيذ هذه الجريمة قد تطورت وتغيرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة؛ مما جعلها أكثر تعقيدًا وصعوبة في الكشف عنها والتصدي لها.

كانت عمليات الاتجار بالبشر تتم بطرق أكثر بدائية، كالاختطاف والخطف المباشر، أما اليوم، فقد تطورت الأساليب لتصبح أكثر خفاء وتعقيدًا مستغلة التقنيات الحديثة والشبكات الإجرامية المنظمة، فالمجرمون يستخدمون الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية لتجنيد الضحايا وتهريبهم عبر الحدود والاتجار بهم.

 

جريمة ذات طابع دولي

عقوبة بيع الاعضاء في السعودية قد اكتسبت طابعًا عابرًا للحدود الوطنية بشكل متزايد. وقد ساعدت التطورات التكنولوجية الحديثة والأجهزة المتقدمة في تسهيل وتسريع عمليات نقل الأعضاء البشرية عبر الأسواق العالمية.

فقد مكنت هذه التقنيات المنظمات الإجرامية من توسيع نطاق أنشطتها؛ حيث انتقلت هذه الجريمة من كونها محصورة على نطاق محلي إلى أن أصبحت جريمة عابرة للحدود الوطنية، فالمجرمون يستغلون شبكات التواصل الإلكترونية والوسائل التقنية الحديثة لتنظيم عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية وإتمام صفقاتها عبر الحدود الدولية بسرعة وسهولة.

 

جريمة ذات طابع خفي

جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية تتميز بالطابع السري والخفي عليها؛ مما يؤدي إلى صعوبة الحصول على إحصائيات دقيقة بشأن الأنشطة غير المشروعة في هذا المجال، فقد يرفض الضحايا فتح بلاغات ضد هؤلاء المجرمين بسبب الخوف من التهديد والانتقام، فالجناة يستغلون مخاوف الضحايا لكسب صمتهم.

 

جريمة ذات سلوكيات إجرامية متعددة

جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية تتميز بتعدد السلوكيات الإجرامية المرتبطة بها هناك علاقة قوية بين هذه الجريمة وجريمة الخطف، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون الأشخاص ضحايا الخطف هم أنفسهم ضحايا للاتجار بأعضائهم البشرية، فهؤلاء الأشخاص قد يتحولون إلى سلع للبيع والشراء، أو يتعرضون للمتاجرة بأعضائهم.

 

تعرف على: عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في إدارة الموارد البشرية

 

أركان جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية

إن الجرائم في العموم لابد من أن يكون لها أركان ف عقوبة بيع الاعضاء في السعودية لها أركان خاصة بها مثل:

الركن المادي

فإن التعامل بأي جزء من أجزاء جسم الإنسان أو أنسجته بأي صورة تشمل البيع والعرض للبيع أو الشراء بأي مقابل مادي أو عيني يعد جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية.

الركن المادي لهذه الجريمة يمكن أن يرتكبه الجاني بنفسه، أو بالاشتراك مع آخرين، فمثلًا إذا كان الجاني طبيبًا، فيمكن أن يتفق مع المشتري أو الوسيط للقيام بهذه الأفعال الإجرامية، وبالتالي فإن مجرد التعامل في أي جزء من جسم الإنسان بقصد البيع، أو الشراء، أو الحصول على أي منفعة مادية أو عينية، دون الحصول على الموافقة الصريحة من المتبرع أو أحد ورثته، يعد ركنًا ماديًا لجريمة الاتجار بالأعضاء البشرية.

 

الركن المعنوي

لتحقق المسؤولية الجنائية في جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية يجب أن يتوافر لدى الجاني الأهلية القانونية، بمعنى أن يكون الجاني قادرًا على الإدراك والتمييز، وأن تكون إرادته سليمة خالية من العيوب وموجهة نحو تحقيق النتيجة الإجرامية.

فلا مسؤولية جنائية دون توافر الركن المعنوي للجريمة أي قصد الجاني الجنائي، ويتمثل هذا القصد في علم الجاني بأن سلوكه ينطوي على التعامل بأعضاء البشر أو أنسجتهم بقصد البيع والشراء أو الحصول على منفعة مادية أو عينية.

 

النتيجة الإجرامية

كما أن النتيجة الإجرامية في هذه الجريمة تتمثل في تحول جسد الإنسان إلى سلعة يتم الاتجار بها، وهذه النتيجة هي محل اعتبار المشرع عند تكوين الركن القانوني للجريمة، ويتطلب قيام المسؤولية الجنائية في جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية توافر أهلية الجاني وقصده الجنائي الموجه نحو تحقيق النتيجة الإجرامية المتمثلة في تحول جسد الإنسان إلى سلعة.

 

علاقة السببية

الرابطة السببية تتطلب إثبات أن سلوك الجاني المتمثل في التعامل بأعضاء البشر أو أنسجتهم بقصد البيع والشراء أو الحصول على منفعة مادية أو عينية، هو السبب المباشر والحقيقي الذي أدى إلى تحقق هذه النتيجة الإجرامية.

 

احصل على: عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في الموارد البشرية

 

أسباب انتشار جريمة الاتجار بأعضاء البشرية

هناك عدة أسباب تساهم في انتشار الجريمة ف عقوبة بيع الاعضاء في السعودية لها عده أسباب وهي، منها:

الأسباب الاقتصادية

تعد الفقر والبطالة وسوء الأوضاع المعيشية الصعبة للأفراد من أبرز الأسباب التي تدفع الناس إلى اللجوء إلى الاتجار بأعضائهم البشرية كمصدر للدخل، كما أن كبر حجم العائد المادي من هذا النوع من الجرائم بالنسبة للمجموعات الإجرامية يجعله مربحًا لهم.

بالإضافة إلى ذلك انخفاض قيمة العملات الوطنية ورغبة ضعاف النفوس في الحصول على عملات حرة من أي مورد، بغض النظر عن مصدر الكسب يعد أحد العوامل المساهمة، كذلك السياسات الاقتصادية الفاشلة وغير المدروسة التي تؤدي إلى إغلاء موارد الرزق؛ مما يضطر المواطن إلى بيع عضو من أعضاء جسده لسد حاجات أسرته.

 

الأسباب السياسية

هناك العديد من الأسباب السياسية التي تدعم انتشار جريمة الاتجار بأعضاء البشر مثل انصران الساسة إلى تحقيق مصالح ذاتية عدم مواكبة القوانين لمستحدثات الجرائم انعدام الأمن خاصة في الدول التي تقع تحت خط الفقر والهجرة غير الشرعية بسبب السياسات الاقتصادية أو بسب الحروب القبلية في الدول ذات الاقتصاد المتدني مما يجعل المهاجرين غير الشرعيين عرضة للوقوع في يد شبكان الإجرام الدولية للاتجار بالبشر والاتجار بالأعضاء البشرية

 

أسباب اجتماعية

الأسباب الاجتماعية التي تساهم في انتشار جريمة الاتجار بأعضاء البشر الفقر هو عامل رئيسي حيث يلجأ بعض الأفراد إلى بيع أعضائهم كوسيلة للبقاء على قيد الحياة أو لسداد ديونهم، والبطالة ارتفاع معدلات البطالة يدفع البعض إلى البحث عن وسائل بديلة للحصول على دخل؛ حتى لو كانت تلك الوسائل غير قانونية.

 

تابع قراءة موضوعنا: عناوين رسائل ماجستير ودكتوراه في التنمية البشرية 

 

موقف النظام السعودي من جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية

إن المشرع السعودي قد اتهم بجريمة الاتجار بالأعضاء البشرية فقد صد نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص مرسوم ملكي رقم م/40 بتاريخ 21/7/1431.

فقد نصت المادة الثانية من النظام على "يعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار بالأشخاص بالسجن مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة أو بغرامة لا تزيد على مليون ريال او بهما معًا"

كما شدد العقوبات في جرائم الاتجار بالأشخاص من خلال المادة الرابعة نصت على:

إذا ارتكب الجريمة جماعة إجرامية منظمة.

إذا ارتكب ضد امرأة أو أحد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

إذا ارتكب ضد طل حتى ولو يكن الجاني عالمًا بكون المجني عليه طفلًا.

إذا استعمل مرتبكها سلاحًا أو هدد باستعماله.

إذا كان مرتكبها زوجًا للمجني عليه أو أحد أصوله أو فروعه أو وليه أو كانت له سلطة عليه.

إذا كان مرتكبها أكثر من شخص.

إذا كانت الجريمة عبر الحدود الوطنية.

إذا ترتب عليها إلحاق أذى بليغ بالمجني عليه أو اصابته بعاهة دائمة.

كما نصت المادة السادسة على:

يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، أو بغرامة لا تزيد على مائتي ألف ريال، أو بهما معا؛ كل ممن يأتي:

من استخدم القوة البدنية، أو التهديد، أو الترهيب، أو الحرمان من مزية مستحقة أو الوعد بمزية غير مستحقة أو عرضها أو منحها للتحريض على الإدلاء بشهادة زور، أو للتدخل في الإدلاء بها، أو تقديم أدلة غير صحيحة تتعلق بارتكاب أي من الجرائم المنصوص عليها في هذا النظام.

من استخدم القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب للتدخل في ممارسة أي مسؤول قضائي- أو معني بإنفاذ النظام - لمهماته الرسمية فيما يتعلق بأي من الجرائم المنصوص عليها في هذا النظام.

 

لا تفوت مقالنا: بحث حول نهاية العقد الإداري

 

عقوبة بيع الاعضاء في السعودية pdf

تبرز المملكة العربية السعودية كواحدة من الدول التي تتخذ موقفًا حازمًا ضد جريمة الاتجار بالأعضاء البشرية، مدركة خطورة هذه الجريمة على المجتمع والأفراد على حد سواء، وبتطبيق عقوبات صارمة وشاملة، وتعزز السعودية من جهودها في محاربة هذه الجريمة البشعة، مؤكدة على أهمية حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية.

إن التزام المملكة بتطبيق القانون وملاحقة المتورطين في بيع الأعضاء يعكس رؤية واضحة لبناء مجتمع آمن ومزدهر، يرتكز على مبادئ العدالة والإنسانية، ومن هذا المنطلق تعد عقوبة بيع الاعضاء في السعودية نموذجًا يحتذى به في مكافحة الاتجار بالأعضاء؛ حيث تواصل العمل على تعزيز القوانين والتشريعات الرادعة، وتوفير الدعم اللازم لضحايا هذه الجريمة، في سبيل بناء مستقبل أكثر أمانًا وعدالة للجميع، يجب الحصول على نسخه لـ عقوبة بيع الاعضاء في السعودية pdf

 

المصادر والمرجع

سوف تتعرف على جميع المعلومات عن Punishment for selling organs in Saudi Arabia

 

وفي نهاية هذا المقال أتمنى أن أكون قد عقوبة بيع الاعضاء في السعودية بطريقة مختصرة وسهلة وواضحة على القارئ، وإذا أردت أن تستعين بمجموعة من المتخصصين في القانون وذوي الخبرة؛ يمكنك التواصل معنا في أشهر شركة كتابة رسائل في الوطن العربي مكتبتك للاستشارات الأكاديمية والترجمة، نقدم لك عن خدمات البحث العلمي، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب

البحث فى المدونة

الأقسام

مقالات أخرى مشابهة

الوسوم

إترك رسالة سريعة