أهمية البحث التطبيقي في البحث العلمي

يعتبر البحث التطبيقي في البحث العلمي وسيلة فعالة لحل المشكلات القائمة؛ حيث يتم توظيفه لتقديم إجابات محددة لأسئلة محددة قد سعينا لإيجاد حلول لها، وينطوي البحث التطبيقي على كافة الأبحاث الخاصة بالتقنية التطويرية، والأبحاث الأولية إلى آخره، وفي هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على كل ما يخص البحوث التطبيقية.

 

يمكن تعريف البحث التطبيقي بأنه نوع من أنواع البحث العلمي؛ يهدف إلى تطبيق المعرفة والنتائج العلمية على حل المشكلات العملية، وتلبية الاحتياجات العملية في مجالات مختلفة، كما يهدف البحث التطبيقي إلى تحويل المعرفة النظرية والنتائج البحثية إلى تطبيقات فعلية وعملية تحقق فائدة ملموسة في المجتمع.

 

اقرأ أيضًا: الفرق بين البحث النظري والبحث التطبيقي|3 فروق رئيسية

 

يتميز البحث التطبيقي في البحث العلمي بتعدد أنواعه؛ والتي تختلف باختلاف الغرض منها، إليكم نبذة عن هذه الأنواع:

البحث التطبيقي الوصفي

يهدف هذا النوع من البحث إلى وصف وتوثيق ظواهر معينة أو حالات فردية، ويتم تجميع البيانات وتحليلها لوضع وصف مفصل للظاهرة التي يتم دراستها، كما يستخدم هذا النوع من البحث في مجالات، مثل علم النفس، وعلم الاجتماع.

 

البحث التطبيقي التوضيحي

يهدف إلى فهم وتوضيح العلاقات السببية بين المتغيرات، ويتم تحليل البيانات؛ لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة، كما يستخدم هذا النوع من البحث في المجالات التي تتطلب فهمًا أعمق للعلاقات السببية، مثل الطب، وعلوم الحياة.

 

البحث التطبيقي التكنولوجي

يهدف إلى تطوير أو تحسين التكنولوجيا أو الأدوات أو العمليات الحالية، ويتم توجيه البحث نحو تحقيق تطبيقات عملية أو تحسين أداء الأنظمة الحالية، كما يستخدم هذا النوع من البحث في مجالات، مثل الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات.

وفي النهاية يمكننا الاعتراف بأهمية الدور الذي يلعبه البحث التطبيقي في البحث العلمي بكافة أنواعه.

 

تعرف على: ما هي أهمية منهج المسح الاجتماعي في البحث العلمي؟

 

 

ما الفرق بين البحث النظري، والبحث التطبيقي؟

إن التكامل، والتفاعل الواقعين بين البحث النظري، والبحث التطبيقي، لا يمنعان وجود اختلافات بينهما، وهذه الاختلافات تظهر فيما يلي:

البحث النظري

♦يركز على تطوير، واكتشاف المفاهيم، والنظريات الجديدة في مجال معين.

♦يهدف إلى فهم العلاقات والأسباب والتفسيرات الأساسية.

♦يعتمد على الاستدلال المنطقي والتفكير النقدي.

♦قد يشمل: دراسة الأدبيات، والنظريات السابقة، والبحث في المصادر الثانوية.

♦غالبًا ما يتم تنفيذه في الجامعات والمؤسسات البحثية.

 

البحث التطبيقي

♦يهدف إلى تطبيق المفاهيم النظرية على مشكلات واقعية وحلها.

♦يركز على تطبيق المعرفة المكتسبة؛ لحل مشكلات، وتحقيق تغييرات عملية.

♦يعتمد على تجربة، وتطبيق النظريات، والمفاهيم في الواقع.

♦يتطلب جمع البيانات الفعلية، وتحليلها وتفسيرها.

♦يمكن أن يتم تنفيذه في الصناعة، والشركات، والمؤسسات البحثية.

 

 

احصل على: عن البحث التجريبي وخطواته وخصائصه

 

هناك العديد من الخطوات الأساسية الواجب اتباعها عند إعداد ، إليكم نبذة عن تلك الخطوات:

تحديد المشكلة

 تبدأ عملية البحث التطبيقي بتحديد المشكلة التي ترغب في حلها أو تحسينها، ويجب أن تكون المشكلة محددة بشكل واضح ومحدودة؛ بحيث يكون بإمكانك التركيز على دراستها بشكل فعال.

 

إعداد الخطة

بعد تحديد المشكلة، يتعين عليك وضع خطة للبحث التطبيقي، كما يجب أن تتضمن الخطة الأهداف المحددة للبحث، والمنهجية المستخدمة، والموارد المطلوبة، والجدول الزمني المتوقع.

 

جمع المعلومات

 في هذه الخطوة، يتعين عليك جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالمشكلة المحددة، كما يمكن أن تشمل هذه المعلومات: الدراسات السابقة، والإحصائيات، والتقارير، والملاحظات الميدانية، وأي مصادر أخرى ذات صلة.

 

تحليل البيانات

بعد جمع المعلومات، يجب تحليلها بشكل منهجي ودقيق، كما يمكن استخدام أدوات التحليل المختلفة، مثل: الإحصاءات، والنمذجة الرياضية، وتقنيات أخرى لفهم البيانات، واستخلاص النتائج المهمة.

 

تطبيق الحلول

 بناءً على النتائج والتحليلات السابقة، يمكنك تطوير وتطبيق الحلول المقترحة للمشكلة المحددة، كما يجب أن تكون هذه الحلول قابلة للتنفيذ، وتحقق أهداف البحث التطبيقي في البحث العلمي.

 

تقييم النتائج

بعد تطبيق الحلول، يجب تقييم النتائج وفحص فعالية الحلول المقترحة، كما يمكن استخدام مقاييس الأداء وتقنيات التقييم المختلفة لقياس تأثير الحلول على المشكلة المحددة.

 

احصل على: المنهج المقارن ( الأهداف - الخصائص - الخطوات )

 

الإعداد والتوثيق

في هذه الخطوة، يتعين عليك إعداد التقارير، والوثائق، والمستندات التي توثق عملية البحث التطبيقي، والنتائج التي تم الوصول إليها، كما يجب أن يكون التوثيق دقيقًا وشاملًا؛ حتى يتسنى للآخرين الاستفادة من البحث وتكراره؛ إذا لزم الأمر.

 

نشر النتائج

تعتبر هذه الخطوة أحد الأهداف الرئيسية للبحث التطبيقي، كما يجب نشر النتائج والتوصيات في المجلات العلمية، أو المؤتمرات، أو وسائل الإعلام المناسبة؛ وهذا ما يساهم في تعزيز المعرفة ومشاركتها مع المجتمع العلمي والصناعي.

 

مراجعة وتحسين

بعد نشر النتائج، يمكن أن يتم استلام تعليقات وملاحظات من الآخرين، كما يجب أن تتم مراجعة البحث وتحسينه؛ بناءً على هذه التعليقات لتحسين العمل المستقبلي، وتعزيز الجودة العلمية.

 

تعرف على: كل ما تود معرفته عن مناهج البحث العلمي

 

يوجد العديد من الأمثلة الملهمة في البحث التطبيقي في البحث العلمي، إليكم ببعض هذه الأمثلة:

الطب

يعتبر المجال الطبي واحدًا من أكثر المجالات التي تستفيد من البحث التطبيقي، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن يتضمن البحث التطبيقي في هذا المجال تطوير أساليب تشخيص جديدة أو تحسين العلاجات الحالية، ومن الأمثلة الشهيرة؛ استخدام تقنية الجينوم الشخصي في فهم وعلاج الأمراض الوراثية.

 

الزراعة

يساعد البحث التطبيقي في تحسين الطرق الزراعية، وزيادة إنتاجية المحاصيل، وتحسين جودة الأغذية، كما يمكن أن يشمل البحث في هذا المجال استخدام تقنيات التحور الجيني لتطوير محاصيل مقاومة للأمراض، أو التكيف مع ظروف البيئة المتغيرة.

 

الهندسة

يستخدم البحث التطبيقي في الهندسة لتطوير تقنيات، وعمليات جديدة تُحسن البنية التحتية والأنظمة الهندسية، على سبيل المثال، يمكن أن يشمل البحث في مجال الهندسة المدنية تطوير مواد بناء مبتكرة توفر القوة والمرونة في الوقت نفسه.

 

 

تابع قرءاة موضوعنا: كيف يتم إجراء تحليل المحتوى في البحث العلمي؟

 

مجالات البحث التطبيقي

تشمل مجالات البحث التطبيقي في البحث العلمي العديد من التخصصات والمجالات العلمية، سنستعرض أهمها فيما يلي:

في مجال التكنولوجيا والهندسة، يتم إجراء البحث التطبيقي في مجالات، مثل تطوير التقنيات الحديثة، وتحسين الأداء والكفاءة في العمليات الصناعية، وتطوير أنظمة الطاقة المتجددة، وتحسين تصميم الهياكل والمواد، وفي مجال العلوم الطبية، يتم التركيز على البحث في مجالات، مثل: التشخيص، والعلاجات الجديدة، وتحسين نظم الرعاية الصحية، وتطوير التقنيات الطبية المبتكرة.

 

مجالات البحث التطبيقي تمتد أيضًا إلى مجالات أخرى، مثل العلوم الاجتماعية والإنسانية، وفي علوم الاجتماع، يتم إجراء البحث التطبيقي لفهم الظواهر الاجتماعية وتحليلها، وتطوير سياسات عامة فعالة، وتحسين أساليب التعليم والتدريب، وفي العلوم الإنسانية، يتم البحث التطبيقي في مجالات، مثل: دراسة الثقافات والتراث، وتحليل الأدب والفن، وتطوير العلوم اللغوية والترجمة.

 

يتميز البحث التطبيقي بأنه يركز على المشاكل العملية والتحديات الحقيقية التي يواجهها المجتمع، ويسعى لتطوير حلول فعالة وعملية لهذه المشاكل، ويتطلب البحث التطبيقي التعاون بين الباحثين والصناعة والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني؛ لضمان تطبيق النتائج والاستفادة العملية منها.

 

على الرغم من أهمية ، إلا أنه يتضمن مجموعة من المميزات والعيوب التي يجب مراعاتها.

المميزات

القابلية للتطبيق العملي

تُعد هذه الميزة الأهم للبحث التطبيقي؛ فهو يسعى إلى إيجاد حلول فعالة وملموسة للمشكلات الحقيقية التي تواجهها المجتمعات والصناعات؛ وبالتالي يمكن أن يساهم البحث التطبيقي في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي.

 

التعاون بين الأكاديميين والممارسين

يتطلب البحث التطبيقي التعاون بين الأكاديميين والممارسين في الميدان، وهذا يسمح بنقل المعرفة والتجارب بين الجانبين؛ مما يؤدي إلى تحقيق التوازن بين النظرية والتطبيق.

 

تأثير مباشر وسريع

يسمح البحث التطبيقي بتحقيق تأثير مباشر وسريع على العملية والمجتمعات، فعندما يتم تطبيق النتائج والتوصيات على أرض الواقع، يمكن أن تحقق زيادة في الإنتاجية، وتحسين العمليات، وتقديم حلول فورية للمشاكل الملموسة.

 

قيود الموارد

يتطلب البحث التطبيقي في البحث العلمي موارد محدودة؛ بما في ذلك التمويل والوقت والتجهيزات والكوادر البشرية، وهذا قد يشكل عائقًا أمام تحقيق النتائج المرجوة، أو قد يؤدي إلى تقييد نطاق البحث وتحقيق الاستفادة الكاملة منه.

 

صعوبة التطبيق العملي

قد يحتاج البحث التطبيقي إلى توفر ظروف وعوامل خاصة لتطبيق النتائج في العملية، وفي بعض الأحيان، قد تتعارض المتطلبات العملية مع القيود الموجودة في البيئة الحقيقية؛ مما يجعل تحقيق نجاح التطبيق الفعال أمرًا صعبًا.

 

قلة المرونة والإبداع

يتم توجيه البحث التطبيقي نحو حلول محددة لمشكلات محددة؛ مما قد يقيد المرونة والإبداع في العمل البحثي، وقد يتم تجاهل بعض الأفكار الجديدة والمبتكرة التي قد تكون ذات فائدة كبيرة في المستقبل.

 

لا تفوت مقالنا: أخطاء يقع فيها الباحثون أثناء المناقشة - اهم 7 أخطاء

 

 

يوجد العديد من الطرق التي يمكننا بواسطتها جمع بيانات عن ، والتي تتمثل فيما يلي:

المسح الميداني

يتضمن هذا النوع من جمع البيانات زيارة الموقع المراد دراسته، وجمع المعلومات من مصادر مباشرة، كما يمكن استخدام استبيانات، ومقابلات شخصية، وملاحظات ميدانية لجمع البيانات، ويعتبر المسح الميداني طريقة فعالة لجمع البيانات الكمية والكيفية، وفهم السياق التطبيقي بشكل أفضل.

 

المقابلات

يمكن أن تظهر المقابلات في شكل طريقة فردية أو مجموعات لجمع البيانات، ويتم توجيه أسئلة محددة للمشاركين للحصول على رؤى ومعلومات عميقة حول الموضوع المدروس، ويتطلب جمع البيانات من خلال المقابلات مهارات التواصل الجيدة والقدرة على توجيه الأسئلة بشكل فعال.

 

المراجعة الثانوية

تشمل هذه الطريقة دراسة المصادر المنشورة سابقًا، مثل الأبحاث العلمية والدراسات السابقة والتقارير، واستخلاص البيانات المفيدة منها، وتساعد الاستعانة بالمراجع الثانوية في توفير سياق، ومعرفة سابقة للبحث، وتحليل البيانات المتاحة.

 

التجارب والملاحظات

يمكن أن تتضمن هذه الطريقة تطبيق تجارب عملية لجمع البيانات، مثل الاختبارات الميدانية أو التجارب العملية، ويتم تسجيل الملاحظات والبيانات المستخلصة من التجارب؛ لتحليلها واستخدامها في البحث.

 

لا تفوت مقالنا: معلومات وافيةٌ عن البحث العلمي، فوائده وأنواعه

 

وسنطلعك أيضًا على نسخة من البحث التطبيقي pdf، كل ما عليك فقط هو الضغط لتحميل الكتاب.

 

المصادر والمرجع

سوف تتعرف على Applied research in scientific research

 

وبعد أن سلطنا الضوء على كل ما يخص البحث التطبيقي في البحث العلمي، وما يحمله من مميزات وعيوب وخطواته باستفاضة، نأمل أن نكون أفدناكم، وفي حال وجود صعوبة في إعداد الأبحاث التطبيقية، كل ما عليك فقط هو التواصل معنا نحن مكتبتك، سنوفر عليك الجهد والتعب ونقدم لك كل الخدمات عن خدمات البحث العلمي، نحن نمتلك زمرة من أفضل الأكاديميين المتمكنين من إعداد البحوث بكافة أنواعها، يمكنك التواصل معنا الآن عبر الواتساب، وسيصلك الرد في أسرع وقت ممكن.