نظرية القيادة الأخلاقية لبيرنز
يتناول في المقال الحالي نشأة ومفهوم نظرية القيادة الأخلاقية لبيرنز وأهمية نظرية القيادة الأخلاقية لبيرنز وتطبيقات نظرية القيادة الأخلاقية لبيرنز وأبرز الانتقادات التي وجهت لنظرية القيادة الأخلاقية لبيرنز
تعتبر نظرية القيادة الأخلاقية هي أحد أهم نظريات القيادة وواحدة من أبرز النظريات الفلسفية، ويعتبر السلوك الأخلاقي موضوع معقد للغاية وتعود الصعوبات في تعريف الأخلاق إلى بداية الإنسانية، فقد استكشفت مجتمعات من اليونان القديمة إلى الصين القديمة المفاهيم والسلوك الأخلاقي باعتباره هو حجر الزاوية في جميع الديانات في العالم تقريبًا.
نشأة ومفهوم نظرية القيادة الأخلاقية:
نشأت نظرية القيادة الأخلاقية لأول مرة على يد عالم الاجتماع السياسي "جيمس فرانسيس بيرنز" في كتابه "القيادة" عام 1978. وقد أشار بيرنز إلى وجود ثلاثة مكونات أساسية لإطار القيادة الأخلاقية، وهي:
1- التوحيد الداخلي: حيث يجب أن تكون العناصر المختلفة داخل المنظمة متسقة أخلاقيًا وليست هناك تناقضات.
2- الاستباقية: يجب أن يخبر إطار العمل الأشخاص بما يجب عليهم فعله، بدلاً من تحديد الأشياء التي لا يجب عليهم فعلها. حيث أن إطار القيادة الأخلاقية يتصرف بشكل وقائي.
3- النشاط: يتم بانتظام إعادة فحص وتحديث الإطار وفقًا لاحتياجات المنظمة والمرؤوسين. باختصار، يميل إطار العمل للديناميكية بدلاً من الاعتماد على نظام ثابت.
أهمية وتطبيقات نظرية القيادة الأخلاقية:
تتجلى أهمية نظرية القيادة الأخلاقية في عدداً من النقاط يمكن حصرها كالآتي:
1- تساعد نظرية القيادة الأخلاقية على تحقيق معدلات أفضل من الرضا الوظيفي، مما يحسن بدوره من التزام الموظف. حيث أن الموظفين العاملين بواسطة القيادة الأخلاقية أقل احتمالا لترك الوظيفة وهم في الغالب أكثر سعادة.
2- تركز نظرية القيادة على التواصل والتعاون، حيث لا يشعر الموظف بكونه خارج الخط للتعبير عن رأيه، حيث يتم التعامل مع كل فرد باحترام ويتم تقدير العمل الذي يقومون به.
3- يمكن للقيادة الأخلاقية أن توفر فائدة تعاونية إضافية للمنظمة، حيث أن إطار القيادة الأخلاقية يشمل التعاون وهذا لا ينطوي فقط على التعاون داخل المنظمة، فيمكن أن تتعاون الشركات التي تعتمد منهج القيادة الأخلاقية أيضًا مع منظمات أخرى تشترك في نفس الإطار الأخلاقي. ويمكن للنهج المفتوح للتعامل مع المنظمات الأخرى والشراكة الجديرة بالثقة أن يعزز الابتكار داخل المنظمة.
أبرز الانتقادات التي وجهت إلى نظرية القيادة الأخلاقية:
على الرغم من العناصر الإيجابية التي يمكن أن توفرها القيادة الأخلاقية لمنظمة ما إلا أنه قد تعرضت نظرية القيادة الأخلاقية إلى العديد من الانتقادات، والتي يمكن حصر بعضها فيما يلي:
1- تتطلب القيادة الأخلاقية أن يتطابق الإطار الأخلاقي للقائد مع رؤية المنظمة. إلا أن المرؤوسين يمكن أن يجدون صعوبة في العمل في بيئة تتمتع بمعايير أخلاقية معينة، حيث أن السلوك الأخلاقي يعتمد على نظرة الشخص إلى العالم، وبالتالي، فإن السلوك الأخلاقي للمؤسسة قد لا يعتبر أخلاقيًا من قبل شخص آخر. يمكن أن تؤدي الأطر الأخلاقية المختلفة إلى توتر داخل المنظمة، ولذلك قد لا يجد بعض الأشخاص البيئة ممتعة أو مرحة.
2- يمكن للقيادة الأخلاقية أن تعتمد على قدرة القائد على التأثير، وتركز القيادة الأخلاقية بشكل أساسي على توجهات القيادة الكاريزمية، مما يعني أن الموظفين قد يتبعون القائد دون نقد أو ما يعرف بالثقة العمياء، وبالتالي فهم يتناسون إنسانية القائد وأنه قد يقع في الأخطاء مما يمكن أن يكون مدمراً من حيث اتخاذ القرارات الصحيحة.
3- تعتبر الأخلاق معقدة بطبيعتها ويمكن أن تكون المعايير الأخلاقية العالية في جميع الأوقات عملية صعبة للغاية. ففي حالات معينة، مثل مواكبة الأنظمة، يمكن أن ترتفع التكاليف، وبالتالي تصبح القيادة الأخلاقية ضارة من الناحية المالية للأعمال.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
-وود، ج. لوك. (2015). القيادة الأخلاقية في كليات المجتمع : النموذج الفكري، اتخاذ القرار- تمرينات عملية. المجلة السعودية للتعليم العالى -السعودية , ع14، 211-214.
-الشاعر، عماد سعيد محمد. (2017). ممارسات القيادة الأخلاقية وعلاقتها بتحقيق الإبداع الإداري : دراسة ميدانية على الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة. رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة.
-البرناط، آمال على محمد. (2016). القيادة الأخلاقية ودورها في أحداث التميز التنافسي. المجلة العلمية للدراسات التجارية والبيئية - مصر , 7(3)، 315-348.
في انتظار تعليقاتكم ومقترحاتكم أسفل المقال للرد عليها لتحسين الخدمة ونشر الاستفادة للجميع.
للإطلاع علي المزيد من المقالات المتشابهة .. اضغط هنا
للاستعانة بأحد خدماتنا .. اضغط هنا