كيفية الاعتماد على العلم لفهم السلوك الإنساني
تناول المقال الحالي فهم السلوك الإنساني وكيفية الاعتماد على العلم لفهم السلوك الإنساني وأهداف العلوم السلوكية
اهتمت الإدارة في المؤسسات المختلفة بالاعتماد على فسم السلوك الإنساني كعلم يساعدها على تفسير سلوك الإنسان؛ فعلم فهم السلوك الإنساني يساعد الباحث العلمي بشكل عام وقسم الإدارة بشكل خاص على تتبع سلوك الفرد والتنبؤ بما قد يسفر عنه وبالتالي معرفة أفضل الطرق لتقويمه وتحسينه.
كيفية الاعتماد على العلم لفهم السلوك الإنساني
ويعتبر علم النفس الصناعي أولي الخطوات التي تمثلت بها رحلة تطور علم النفس، وقد اهتم علم النفس الصناعي بدراسة التوجهات والتكوينات الانفعالية التي ينجم عنها نجاح عملية الإدارة فيما تضمنه من مراحل للتوجيه والاختيار والتدريب أو أي مرحلة أخرى تتناول أداء الفرد العامل داخل المؤسسة؛ ثم جاءت الخطوة التالية المتمثلة في علم الاجتماع والذي اهتم بدراسة النواحي الاجتماعية للفرد والتي تحدد مدى وطبيعة سلوكه، وتتمثل مصادر علم الاجتماع في الأسرة والبيئة المحيطة والجماعات المختلفة. ومن هذا المنطلق فقد برز علم جديد يدمج علم النفس الصناعي بعلم الاجتماع وهو ما ساعد الإدارة داخل المؤسسات على تناول نواحي عمال الصناعة الاجتماعية التي تؤثر على سلوكياتهم داخل المؤسسة.
كما تم العمل أيضاً على ضخ دماء جديدة في شرايين علم النفس التجاري الذي من المفترض أن يتناول سلوك الإنسان في مجال البيع والشراء والدعاية والإعلان والتسويق استناداً على مناهج البحث العلمي وتحليل لسلوك الفرض من منطلق نفسي بحت؛ وعلى الجانب الآخر فقد نما على الساحة أيضاً فرعاً يمكن من خلاله تفسير سلوك الأفراد العاملين بمجال الإدارة كالمديرين، وهو ما أثر بإيجابية على العلاقة بين الإدارة والعاملين وكذلك كافة أنواع النقابات والهيئات من ناحية وعلى الوسيلة التي يتعامل بها المديرين مع عملائهم في محاولة لتحقيق متطلباتهم بناء على ما يظهرونه من دوافع وسلوكيات.
كل ما يسبق يفسر مدى أهمية كل من مجالات العلوم الجديدة التي تم إدخالها في علم النفس والاجتماع، ومع ذلك فإن التحدي الأكبر الذي عرقل مسيرة العديد من الباحثين اتخذ شكلاً معقداً حال دون توحيد تلك المجالات النفسية والاجتماعية داخل إطار فكري يتسم بالتكامل ويشرح طبيعة مدى سلوك الفرد داخل المؤسسات ومن ثم مساعدة الإدارة على اتخاذ القرارات الرشيدة بحكمة طبقاً لما تتنبأ به من سلوك الفرد.
وبالتالي فإن النتيجة كانت إنشاء نسق علمي يدعى بالعلوم السلوكية تم من خلالها توحيد العلوم الإنسانية الرئيسية التي تساعد الأفراد على دراسة سلوك الفرد، وقد اشتملت تلك العلوم على عدة مميزات يمكن سردها على النحو التالي:
- دراسة سلوك الإنسان بصورة شاملة ومتكاملة لا يتم فيها الاقتصار على ناحية واحدة دون الأخرى من تلك السلوكيات من أجل إيجاد ما يلزم من معلومات دقيقة ووافرة وبالتالي توضيح ما يسبب هذا السلوك.
- الارتكاز بشكل رئيسي على أساليب ومناهج البحث العلمي كوسيلة منطقية للوقوف على مختلف الملاحظات والظواهر وبناء الفروض وما يسبب السلوك، ومن ثم جمع ما يلزم من معلومات لإجراء الاختبارات على تلك الفروض وبالنهاية الوصول إلى النتيجة التي تشمل الحقائق والمفاهيم التي تعمل على تفسير سلوك الفرد وهو ما يمكن أن يتخذ شكل القانون.
- تجميع المصادر المعرفية وتحقيق التكامل فيما بينها لكي يتم وضع أساس مفاهيمي يساع على استيعاب طبيعة ومدى سلوك الفرد، حيث يتم استقاء المعايير والمبادئ العامة من علوم الإنسان والنفس والاجتماع والعلوم السياسية وغيرها.
أهداف العلوم السلوكية
- تحديد مظاهر السلوك الإنساني وشرح مداها وطبيعتها وبالتالي تحليلها على مستوى مستتر أو ظاهر.
- القدرة على التنبؤ بسلوك الفرد وتوقعه بناء على ما يوجد من مواقف وظروف معينة.
- قيام الإدارة داخل المؤسسات بتأسيس وتدشين نماذج ومخططات يمكن من خلالها التحكم في الأنماط السلوكية وتحقيق الأغراض المنشودة.
لذا فيمكن القول بالتعقيب على ما سبق، أن العلوم السلوكية تعمل على تحقيق الرفاهية الشخصية للفرد عن طريق ما تتناوله من دراسة لطبيعة الإنسان وفهم لسلوكه.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- السلمي، على. (1995). السلوك الإنساني في الإدارة. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.