كيفية استخلاص النتائج في البحوث النفسية
تناول المقال الحالي استخلاص النتائج في البحوث النفسية والمقصود باستخلاص النتائج في البحوث النفسية والنتائج في البحوث النفسية وطرق كيفية استخلاص النتائج في البحوث النفسية.
يسهم استخلاص النتائج في البحوث النفسية في تحليل البيانات واستخراج المعلومات المتعلقة بالإنسان على الصعيدين العلمي والثقافي، وهو ما يجعل من عملية استخلاص النتائج في البحوث النفسية طريقة مثلى للحصول على النتائج المرجوة من البحوث النفسية كأحد أفرع البحث العلمي.
كيفية استخلاص النتائج في البحوث النفسية
عندما نقيس ظاهرة سيكولوجية فإننا لابد وأن نتأكد من معرفة ماذا نقيس أي لابد من تعريف تلك الظاهرة. وفي نهاية التجربة نريد أن نتأكد من أننا قد قسنا فعلا ما كنا ننوي قياسه، كذلك نريد أن نتأكد من نوع العلاقة الموجودة بين العوامل التي شملتها التجربة. هنا لابد من فصل العوامل المسهلة أي العوامل التي يُدرس أثرها على السلوك والعوامل المعتمدة أي التي يتم ملاحظتها استناداً على دراسة التصميم التجريبي والاستدلال الإحصائي في تحديد العوامل المراد قياسها؛ كما ينبغي التعامل مع الفروض العلمية ويقصد بالفرض حل مبدئي للمشكلة المراد دراستها أو معرفة أسبابها وعللها وظروفها وملابساتها وتفسيرها بوضع فرض معين، كأن نقول أن الفقر هو المسئول عن وقوع جرائم الأحداث وإن قيمة أي بحث علمي تتوقف على طبيعة الفرض المستخدم وعلى دلالاته. فإن قدرة الباحث النفسي أو عالم النفس على الابتكار تظهر جلية فيما يتعلق بإنشائه للفروض التي يقوم بصياغتها.
فالباحث النفسي يستقي المعارف والمعلومات المتوفرة في مجال معين من مجالات علم النفس، ثم يدرك المشاكل التي لم تحل في هذا المجال والتي لها أهمية وحيوية بالنسبة للمشتغلين بهذا الميدان. وهنا يبدأ بالقراءة والتفكير بالإضافة إلى مناقشة غيره من العلماء ثم يصل إلى احتمال وجود علاقة ما ذات دلالة علمية. وقد يجري تجربة استطلاعية أو استكشافية للحصول على معلومات أولية للمشكلة التي يفكر في التباحث حولها وبعد ذلك يصيغ فرضه في صيغة واضحة دقيقة وقابلة للقياس أي قابلة للتحقيق التجريبي أي إجراء التجربة التي إما أن تؤيد فرضه أو تدعمه أو ترفضه وتتعارض معه. وينبغي أن يكون الفرض قابلا للتحقيق التجريبي بمعني ألا يكون فرضاً فلسفياً أو غامضاً أو عاماً بحيث يعبر إخضاعه للتجربة. فالفروض الغيبية أو الغامضة أو العامة أو الفلسفية لا تصلح للبحث العلمي.
عندما ينجح الباحث في صياغة فروضه العلمية فإنه يفكر بعد ذلك في إجراء التجربة التي ينبغي أن تتصل اتصالا مباشراً بنوع العلاقة التي يقيسها بمعني أن المعلومات التي تعطيها التجربة يجب أن تتصل بموضوع الفرض المراد التحقق من صحته. ولمعرفة معني الفرض العلمي نعرض خطوات المنهج العلمي كلها لكي يدرك القارئ منزلة الفرض العلمي منها فالتفكير العلمي يتضمن الخطوات الآتية:
- تحديد الظاهرة المراد قياسها ووصفها أو تحديد المشكلة تحديدا دقيقاً.
- فرض الفروض أي وضع الحلول العلمية المبدئية التي تفسر الظاهرة والمشكلة.
- التحقق العلمي من صحة هذه الفروض عن طريق إجراء التجارب والأدلة والشواهد.
وينبغي أن يُبتكر من الوسائل ما يضمن ضبط جميع العوامل المعتمدة أو على الأقل من أقصي عدد ممكن من هذه العوامل. وبعد التحكم في العوامل المعتمدة يتم البت في تناول العوامل المستقلة، ومن ثم تأتي مرحلة الوصول إلى النتيجة. ومن أمثلة المتغيرات المعتمدة التي ينبغي التحكم فيها ظروف الإضاءة والتهوية والحرارة والرطوبة وغيرها. ويستطيع القارئ أن يفكر في كثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية وأن يصمم لها التجارب التي تفسرها وأن يتحكم في العوامل التي تؤثر في نتائج ملاحظاته أو تجاربه. وإذا استطاع القارئ أن يتدرب على مثل هذا النوع من التفكير التجريبي فإنه ينمي في نفسه القدرة على التفكير العلمي وتصميم البحوث العلمية وفهمها. وسوف يُقدر حينئذ الجهود الضخمة التي تُبذل في وضع أي قضية علمية حول أي مشكلة وسوف يعمل هذا على تدريبه بألا يقوم بدعم أي قضيه ما لم تكن مدعمة بالأدلة العلمية أو على القليل قابلة للتأييد العلمي. وينبغي أن تصبح هذه القدرة العلمية سمة أساسية من سمات شخصية الطالب والباحث والمفكر.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- العيسوي، عبد الرحمن (1997). أصول البحث السيكولوجي. لبنان: دار الراتب الجامعية.