وظائف الاختبارات التحصيلية
يتناول المقال الحالي الاختبارات التحصيليةو استخدامات الاختبارات التحصيلية ووظائف الاختبارات التحصيلية و أغراض الاختبارات التحصيلية
وظائف الاختبارات التحصيلية
تعددت الأغراض التي نجحت الاختبارات التحصيلية المقننة في تحقيقها وأهمها:
- ساعدت الاختبارات في تقنين التعليم لكل المدارس التي تعد الناس لنوع معين من الوظائف. فبالرغم من أن أهداف التعلم والمناهج كانت مقننة، إلا أن بعض المدارس قد انحرفت بإهمال مواضيع معينة أو المغالاة في الاهتمام بها، وأي انحراف سينعكس في الدرجات علي الاختبار فتنخفض درجات المدرسة عن درجات بقية المدارس والاختبارات لهذا أجبرت المدرسين علي أن يسيروا حسب ما اعتزم واضعو المنهج.
- تعتبر الاختبارات أساساً يوحى بمراجعة المنهج الدراسي وفقاً لأسس البحث العلمي وتحسين طرق التعليم. فإذا وجد من الاختبار أن الوقت لا يسمح بإتقان مواد دراسية معينة، كان العلاج هو إعطاء وقت إضافي في المنهج لهذه المواد. فقد كان المدرسون قبل تطوير الاختبارات التحصيلية يعتقدون أن إنهاء جزء من المنهج يعنى أنهم درّسوه علي خير وجه. ولكن نتائج الاختبارات أصبحت معيناً للمدرسين يلجئهم إلي المشرفين والمتخصصين ليحسنوا طرقهم في التدريس. وكأن الاختبارات ساعدت المدرسين علي أن ينموا نقد الذات.
- تطلبت بعض الاختبارات أن يظهر التلاميذ مهارتهم في العمل أكثر من مجرد الإجابات اللفظية. وهكذا وجهت الاختبارات الانتباه إلى أهمية تعليم السلوك الذي يهدف إلى إنمائه لدى التلاميذ. فانخفضت أهمية المناقشة في المحاضرة كطريقة في التدريس. ووجد أن فعالية التدريب قد زادت.
- كانت درجات التلاميذ تعطى علي أساس الانطباع الذاتي في حالة عدم وجود الاختبارات التحصيلية أو علي الأقل، في حالة عدم إجراء اختبارات يضعها المدرسون. ومثل هذه الدرجات لا يعتمد عليها، وقد فشلت في لفت النظر إلي كل الجوانب الجوهرية من المنهج ، وخضعت للتعصبات. والاختبارات الموضوعية نفسها عندما يضعها مدرسون لم يأخذوا تدريباً خاصاً، كانت دائماً أدوات ذات درجة منخفضة من الموضوعية. والإعداد الدقيق للاختبارات يزيد احتمال حصول كل فرد علي درجته بدقة تامة.
- الاختبارات التي أكدت علي كل الجوانب الجوهرية من المقرر أثبتت أن التحصيل بصفة عامة أصبح موضع اعتبار وأن النقائص فيه أصبحت ملحوظة ففي كلية الهندسة مثلاً، قبل الأخذ بالاختبارات المقننة، كانت الدرجات تتأثر كثيراً بأداء النواحي الرياضية من المنهج، وربما كان هذا لأن هذه القدرة يسهل قياسها. فتغيرت الامتحانات لتضع التأكيد علي الفهم الميكانيكي. ونتيجة لهذا، وجه الانتباه إلى الأشخاص الذين برغم مهارتهم الحسابية ضعاف في مواد أساسية أخرى.
- سمحت الاختبارات المقننة بتحليل الدرجات ومستوياتها وقللت الفروق الراجعة إلى كرم أو بحبحة أو قسوة المصححون.
- تحسن الدافع لدى التلاميذ والمعلمين بقيام المنافسة علي أساس عادل. فأحسن طريقة لدفع الدارس هي أن نوضح له الطرق المعينة التي يحتاج فيها إلى إنماء مهاراته.
- في إنشاء اختبارات انتقاء التلاميذ أصبحت الدرجات النهائية الدقيقة محكاً أفضل علي أساسه يشتق صدق هذه الاختبارات.
- حطمت الاختبارات المقننة اعتبار طول مدة التعليم مقياساً لقدرة فقد وجد أنه لا يمكن اعتبار عدد السنوات ولا عدد المناهج أساساً للحكم علي الشخص. ففي دراسة أجريت سنة ١٩٣٨ أخذ الآلاف الطلبة الجامعيون اختبارات مقننة للمعرفة في ميادين متعددة. ووجد أن كثيراً من طلبة السنوات النهائية في الجامعة يعرفون أقل مما يعرف التلميذ المتوسط في السنة النهائية بالمدرسة الثانوية.
- وللاختبارات التحصيلية أيضاً فوائدها الإكلينيكية والتنبؤية، فضلاً عن وظيفتها العامة في تقييم التعليم. واختبارات التحصيل غالباً ما تكون أداة ممتازة في التنبؤ بنجاح التلميذ باختيار مناهج أعلي من التي أخذها التلميذ فعلاً، وهى قد تستخدم في اختيار الموظفين. كما أن الفوائد الإكلينيكية لاختبارات التحصيل تتضح في حالة الجانح الذي قد يظهر تفوقاً في مواد الدراسة وهنا يتحول العلاج إلى استغلال نواحي تعليمية. واختبارات التحصيل مفيدة أيضاً في تقدير وتشخيص التدهور العقلي الناشئ عن أسباب عضوية أو انفعالية.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- أحمد، محمد عبد السلام. (1960). القياس النفسي والتربوي: التعريف بالقياس ومفاهيمه وأدواته، بناء المقاييس ومميزاتها والقياس التربوي. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.