المدونة

مفاهيم هامة في البحث العلمي

مفهوم التحول والمعالجة بالتحليل النفسي

2019-07-29 الكاتب : هبة النجار مشاهدات : 5841 مره
مفهوم التحول والمعالجة بالتحليل النفسي
فهرس المقال

مفهوم التحول والمعالجة بالتحليل النفسي

  يتناول المقال الحالي ماهية التحول والمعالجة بالتحليل النفسي والمعالجة بالتحليل النفساني والمعالجة بالتحليل النفسي والتحول كأحد معالم علم النفس التحليلي.

  ظهرت العديد من معالم علم النفس التي تفيد في معرفة ودراسة كافة جوانب الإنسان بصورة مفصلة لأغراض العلاج بالتحليل النفسي.

ماهية التحول والمعالجة بالتحليل النفسي

      اكتشف بروير خلال عملية تحرير العواطف المكبوتة بالتنويم الـمغناطيسي في عام 1882، بأن علاقة المعالج والمريض تكون عاملاً أساسياً في المعالجة النفسانية. سجل فرويد في كتابه المبني على مناهج البحث العلمي، دراسات حول الهستيريا (1895)، أن (مريضته ارتعبت لاكتشافها أنها تحول على شخص الطبيب الأفكار المقلقة التي تتولد من محتوى التحليل، وأن هذا أمراً يحصل بشكل متكرر ومنتظم في التحليل؟. التحول بالتالي هو تفعيل ذكرى مكبوتة في اللاوعي، فيعيد المكبوت بهذا التفعيل، بناء العلاقة الحالية مع الطبيب. وينشأ التفعيل ذاته من مقاومة الاستذكار الـمرغـم وتجنبه لأنه المخرج الأفضل.

      ويفهم من ذلك لماذا تتجمع جميع التعارضات على الأرضية التحولية؟. وهكذا يقول فرويد: (ينتهي المريض إلى أن يشتمني، أنا ومن معي، بالشكل الأكثر فظاظة والأكثر إهانة، غير أنه لم يبد لي بصورة واعية إلا أكبر احترام. وكان سلوكه يائساً)، خلال توجيه إهاناته لي: كيف تستطيع يا أستاذي احتمال الإهانة من قبل نموذج قذر مثلي؟ يجب أن تطردني، وأنا لا أستحق ما هو أفضل من ذلك. كان يقول ذلك، وهو ينهض عن الأريكة ويجري عبر الغرفة... وسرعان ما كان يجد تفسير هذا السلوك، فيبتعد خوفاً من تعرضه للضرب من قبلي لكن فرويد ظل أسير مفهومه للجهاز النفساني والكبت الذي يكون العصاب فيه ناتجاً عن عقدة كبت الدوافع وردات الفعل الدفاعية للأنا. وبسبب ذلك ظهر لي التحول كأنه يقظة وتفعيل للميول المكبوتة.

     فتحولت ذكرى الماضي إلى سلوك في الحاضر، وتصرف المريض خلال المعالجة كما تصرف في طفولته. وحسب هذا التفسير، وفي هذا المنظور يكون تحليل التحول اكتشافاً نفسياً حقيقياً صنعه فرويد. لكن اكتشاف هذه الظاهرة انخفضت قيمته جزئياً بسبب كون فرويد قد بحث في تفسيره استناداً إلى نظامه وأفكاره حول علم أسباب العصاب. فضلاً عن ذلك، لم يدفع التحليل النفساني للوضع العلاجي الذي نظمه إلى نهايته، وكان يؤدي بدوره إلى ظواهر أخرى مصنفة تحت الاسم ذاته.

 

 

المعالجة بالتحليل النفساني

     في المعالجة النفسانية، يأخذ المحلل النفساني موقع ما فوق الأنا، معطلاً خدع التحول والمقاومة، ويحاول تثبيت طاقات التدخل المعقولة للأنا. (إن الأنا العصابية هي أنا غير قادرة على تحمل المهمات التي يفرضها عليها العالم الخارجي.. فتخفى عليها جميع تجارب الماضي، وكذلك قسم كبير من خزانة ذكرياتها. ويكون نشاطها مقيداً بالمحظورات القاسية لما فوق الأنا، وتنفد طاقتها في جهود دفاعية غير مجدية ضد مقتضيات الهذا، إلى جانب أن الهجومات المتواصلة للهذا تضر بتنظيمها. ولكونها غير قادرة على تحقيق تركيب حقيقي، وتتمزق بين اتجاهات متناقضة وتعارضات لم تصنف، وشكوك لم ترفع.

     في البداية نسمح لهذه الأنا المستضعفة للمريض بالمشاركة في العمل الذهني المجرد للتفسير، مما يغمر مؤقتا ثغرات محتواها النفساني، ونأخذ دور سلطة ما فوق الأنا، ونحث الأنا على مكافحة كل واحدة من مقتضيات الهذا، والانتصار على المقاومات الناشئة حينذاك. وفي الوقت نفسه نعيد النظام إلى الأنا بتعقب المحتويات والدوافع الصادرة عن الهذا. وباتخاذنا دور السلطة بالنسبة إلى المريض، والبديل عن الأهل، والمربي والأستاذ، يمكن أن نكون مفيدين له.

     وأفضل ما يمكن القيام به بالنسبة إليه، في دورنا كمحللين، هو إعادة العمليات النفسانية، لأناه إلى مستوى عادي، وتحويل ما أصبح من اللاوعي، وما كان قد كبت، إلى ما يسبق الوعي لإعادته بذلك إلى الأنا. وتلعب بعض العوامل العقلية لصالحنا. كما تعمل عوامل أخرى ضدنا. فالتحول السلبي والمقارنة التي تبديها الأنا في وجه التنفيس الانفعالي، يعني الغم الناجم عن العمل القاسي المفروض، والشعور بالذنب الناشئ عن علاقات الأنا مع ما فوق الأنا، وفي الأخير الحاجة إلى الـمرض الناشئ عن التغيرات العميقة لاختزان الدوافع.

      وطرح خلفاء فرويد مسألة معرفة أي تأثير يجب أن يعزى إلى الـمعالـجة التحليلية النفسية. فهل ينبغي أن يقوم على سماع المبرر بلا قيد أو شرط بتفضيل ما فوق الأنا؟ أم ينبغي على العكس، ترك أكبر تفتح لدوافع الهذا، بجعلها مقبولة لدى الأنا، وبتحديد القدرة الكلية لما فوق الأنا الموروثة من الطفولة، أو من مجتمع إكراهي؟ هذا التناوب هو موضع اختلاف متواصل بين المحللين النفسانيين.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها:

      - موكيالي، أليكس (1997). علم النفس الجديد. لبنان: منشورات عويدات.

 

البحث فى المدونة

الأقسام

مقالات أخرى مشابهة

الوسوم

إترك رسالة سريعة