معايير الاختبارات التحصيلية
تناول المقال الحالي الاختبارات التحصيلية ومعايير الاختبارات التحصيلية و تعريف الاختبارات التحصيلية وأهمية معايير الاختبارات التحصيلية
يعتبر المعيار أساس عام مشترك، وتعتبر معايير الاختبارات التحصيلية ذات معنى ودلالة؛ هذا وتقوم معايير الاختبارات التحصيلية بتفسير درجة الفرد مقارنة بنقطة تنسب إليها.
معايير الاختبارات التحصيلية
يطبق هذا المفهوم في اختبارات الذكاء باستخدام معيار العمر العقلي، نجده يطبق في الاختبارات التحصيلية باستخدام معيار الفرقة الدراسية. وسبب استخدام معيار الفرقة الدراسية هو أن التلاميذ مقسمون إلى جماعات متجانسة مكونة بالفعل هي جماعات الفصول والفرق. فلا يحتاج الباحث العلمي إلى القيام بتصنيف المفحوصين إلى جماعات يحسب لكل منها معيار يناسبها.
كما أن معيار الفرقة الدراسية واضح يمكن تفسيره مباشرة. ويحصل علي هذا المعيار بحساب متوسط درجة كل فرقة دراسية بالنسبة للمادة التي يقيسها الاختبار. وتحول الدرجة الخام للفرد إلي مكافئ الفرقة إذا كانت تساوي متوسط درجات تلاميذ هذه الفرقة. وهكذا يصبح التلميذ في مستوى فرقة متقدمة في إحدى المواد لأنه متفوق فيها، وفى مستوى فرقة متأخرة في مادة أخرى لأنه ضعيف في هذه المادة. وهذه الطريقة تعتبر أن التلميذ في عدة فرق دراسية ما دامت درجاته في المواد المختلفة تصل إلى مستوى هذه الفرق، أي تساوى متوسط درجات التلاميذ الذين أخذناهم من هذه الفرق في عينات تقنن تلك الاختبارات. وهذا يمكننا من رسم صفحة نفسية للتلميذ.
وقد اقترح كيلي معيار العمر المنوالي بمعرفة العمر الشائع للفرقة الدراسية المعينة واستبعاد من يزيدون عنه أو يقلون. ثم يحسب متوسط درجات أفراد هذه الفرقة الدراسية بعد أن أصبحوا من عمر واحد. وتتراوح أعمار أفراد الفرقة الدراسية هذه الطريقة في مدى سنة كاملة. وما دام مدى كبر أو صغر سن التلميذ عن منوال فرقته يختلف باختلاف المدارس وباختلاف الفرق الدراسية داخل المدرسة الواحدة، فإن المعيار الذي يحسب من درجات مجموعة أفراد الفرقة الدراسية لا يمكننا من مقارنة الفرق الدراسية المختلفة.
وبرغم مزايا معايير الفرق الدراسية وسهولتها العملية، إلا أن ثمة اعتراضات كثيرة تقف دونها. وأول هذه الاعتراضات هو أن محتوى ومستوى التعليم يختلف من فرقة إلي أخري. كما أن حصول التلميذ علي درجة تعادل متوسط فرقة دراسية أعلي من فرقته لا يعنى وصوله فعلاً إلى مستواها في مادة الاختبار نتيجة لتحصيله الرسمي. بل قد يعود ارتفاع الدرجة إلى القراءات والاطلاع، وهذا يعنى اتفاق المادة مع ميول الطالب واهتماماته بالوظائف المقاسة في الفرقتين. والنقد الذي وجهناه إلي مفهوم العمر العقلي ينطبق أيضاً علي مفهوم معيار الفرقة ونقصد أن الوحدات غير متساوية. بمعنى أن نمو الفرد في الأعمار الصغيرة يكون بسرعة أكبر منه في الأعمار الكبيرة، والفرق بين مستوى الفرقة الدراسية الثانية والثالثة قد يكون أكبر من الفرق بين مستوى الفرقة الثالثة والرابعة إذ أن قدرة التلميذ علي التحصيل في الفرق الأدنى تزيد عنها في الفرق الأعلى.
ومن عيوب معيار الفرقة أيضاً، أنه خلال أي فرقة دراسية واحدة ينمو التلاميذ في معرفة المواد بسرعات تختلف من مادة إلى أخرى بحسب المنهج الدراسي. فالتلميذ الذي يعلو فرقته الدراسية بفرقتين في مادة معينة ويعلوها بفرقتين أيضاً في مادة أخرى قد يزيد عن متوسط فرقته في المادة الثانية بدرجة أكبر من زيادته عن متوسط الفرقة في المادة الأولي لأن الفرقة في المادة الأول تتقدم علمياً بسرعة أقل منها في المادة الثانية. وفي هذه الحالة نجد أن بعض تلاميذ هذه الفرقة يفوقها بفرقتين ولا يلزم أن قدراته فيها عالية.
وتدريس مقررات خاصة في مادة معينة قد يجعل الفرد متفوقاً في هذه المادة ولكن تفوقه لا يصل إلى مستوى فرقة دراسية أعلي من فرقته. وإذا كان الاختبار التحصيلي مصمماً لقياس مدى تفوق التلميذ بالنسبة لفرقته، وحصل التلميذ علي درجة عالية، كان من الخطأ أن نعتبر أنه وصل إلى مستوى فرقة دراسية أعلي لأن الاختبار يقيس التفوق داخل الفرقة بالنسبة لمجموعتها ولا يقيس الوصول إلى مستويات فرق أعلي من هذه الفرقة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- أحمد، محمد عبد السلام. (1960). القياس النفسي والتربوي: التعريف بالقياس ومفاهيمه وأدواته، بناء المقاييس ومميزاتها والقياس التربوي. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.