المدونة

مفاهيم هامة في البحث العلمي

ماهية العوالم الثقافية

2019-07-28 الكاتب : هبة النجار مشاهدات : 3765 مره
ماهية العوالم الثقافية
فهرس المقال

ماهية العوالم الثقافية

     

تناول المقال الحالي العوالم الثقافية وتعريف العوالم الثقافية وماهية العوالم الثقافية و إسهامات علم النفس الاجتماعي في الثلاثينات و الإدراك المعياري للأوضاع اللغوية

إن هذا الدخول المفاجئ للاتجاه الفردي للعوالم الخاصة في علم النفس لم يطرح أية مشكلة، أمام ضرورة وجود عالم مشترك، يضمن التفاهم بين الناس لأن أعمال علماء النفس الاجتماعيين وعلم الإنسان ضمنت الاتصال بين العالم الثقافي والعالم الخاص.

ماهية العوالم الثقافية

- المشاعر الاجتماعية: إسهامات علم النفس الاجتماعي في الثلاثينات

      تعود الأعمال الأولى لعلم النفس الاجتماعي كجانب من مجالات البحث العلمي في الإدراك إلى أعمال الباحث مسافر شريف في عام 1936. وهو من أصل تركي درس في هارفارد. وكان مقتنعاً، من خلال تجربته اليومية، بوجود أسلوب تركي في فهم أمور الحياة، يختلف كثيراً عن الأسلوب الأميركي. وقد ساورته فكرة إخضاع بديهياته إلى جملة من الملاحظات الاختبارية، واتضح له وجود شكل ثقافي لإدراك الأمور، وأنه لابد من تدريب خاص للوصول إلى إدراكه كمجموعة أخرى غير المجموعة التي جرى التكيف معها.

      هذه التجارب أطلقت مئات الأعمال الاختبارية التي أصبحت مشهورة منذ ذاك الوقت، والتي أشاعت فكرة كون كل إدراك كان يندمج مع عناصر علم النفس الاجتماعي كاشفاً المعايير الاجتماعية للجماعة. فقد برهن برونر وغودمين مثلاً، أن يعطى أولاد الفقراء إدراك (الحجم) كان يتغير تبعاً للوسط الاجتماعي للأفراد، حيث يعطي أولاد الفقراء لقطعة واحدة من النقود بعداً أكبر مما يعطيها أبناء المجتمع الأكثر يسراً. وكان برونر ويوستمن يبرهنان على أن الأفراد أمام مشاهد متشابهة ملتقطة من الشوارع، يعطون (رؤى) تفسيرية مرتبطة بصورة كلية الجماعة ذات الانتماء الاجتماعي الواحد.

 

- الشخصية الأساسية

     لقد أظهرت مدرسة الاتجاه الثقافي، بينيديكت (1887 - 1948) ور. لنتون (1898 - 1953)، وم. ميد (1901 - 1978) أن مجموعة من الظروف الثقافية المتطابقة أو الـمتشابهة إلى حد كاف تخلق لدى جميع أفراد المجتمع (شكلاً واحداً لرؤية الأمور والتصرف) في بعض (الأوضاع النموذجية). وكان هذا النوع من الشخصية الثقافية المشتركة بين الأفراد الذين تزودوا بالثقافة ذاتها بشكل كافي، كان قد سمي (الشخصية الأساسية). فهي بشكل معين مجموع هذه الاعتقادات الـمشتركة التي جميع سكان المانش يتصرفون ويفكرون على طريقة خاصة بهم، وجميع الفرنسيين كفرنسيين. ويقول كاردنير (1945) إن الشخصية الأساسية هي (هيئة علمية نفسية خاصة بأفراد مجتمع معين، وتظهر في نمط معين من العيش، يستند إليه الأفراد في زخرفة حياتهم الفردية. وتشكل هذه الهيئة الرحم الذي تتطور فيه السمات الفردية.

 

 

- الإدراك المعياري للأوضاع اللغوية

     يقول هول (ما يختاره الإنسان لإدراكه، عن وعي أو لا وعي، هو ما يعطى دلالة وبنية لعالمه). كما يتدخل الوضع، حسب هول، لتحديد ما هو مدرك وما هو مجهول. وبالنسبة إليه، يوجد في كل ثقافة عدد معين من (الأوضاع النموذجية) المدركة بشكل متميز من قبل أفراد الثقافة. وهي تشتمل على أدوار محددة، وبالتالي على (خطط لمجرى الأعمال)، وهي محددة بشكل واسع بأدوار ثقافية وجماعية. وهو يقول (في كل مكان من العالم، تهيمن مئات التعابير التي ندعوها (تعابير لغوية معيارية)، وتستخدم في مناسبات خاصة (فإن طلب وجبة طعام في مطعم يذكر بصعوبة معينة في إحدى اللهجات).

     كما تستخدم اللهجات المعيارية بشكل صحيح، ولها نص غني بصورة نسبية، في ما يسهل ويختصر الأمور... ففي لغة يكثف كل شيء: القواعد والمفردات والنبرة...). وتكون الأوضاع اللغوية المعيارية بالتالي هيئات من العناصر المادية والبشرية يمكن الاعتراف بها كأشكال نموذجية للمحيط من قبل هيئة ثقافية واسعة إلى حد معين. وتكون هذه (الأشكال) رسوماً بيانية تحفظ هيئة معينة من العناصر ذات المغزى. هذه الأوضاع هي (مألوفة) يشعر معها الأفراد بالارتياح، مما يسهل التبادلات. وينبغي أن نرى أن هذا الشكل من إدراك المحيط يقلب الموقف التقليدي لعلم النفس حيث يرتبط السلوك بالفرد وحده بشكل أساسي.

   تحت التأثير المزدوج لاكتشافات علم الأخلاق وعلم نفس الإدراك وعلم نفس الطفل وعلم النفس الظواهري والوجودي دخل مفهوم (العالم) في العلوم الإنسانية. وصار يحكى عن (عالم الفصام) و(عالم المراهقين) و (عالم الطفولة السحري) (عالم الانعزاليين) الخ... كما أن الذهنيات الثقافية توصف كأنها (مفاهيم العالم) حسب تعبير ديلتي، مما يشمل جملة الدلالات المعاشة المكونة لعالم الجماعة المعنية، يعني في آن معاً الواقع الذي نعيشه (ما يدعونه موضوعية العالم الخارجي) ونمط الوعي الذي يكون هذا العالم، ويشكل الوجهان شيئاً واحداً، بسبب علاقتهما الأساسية.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها:

     - موكيالي، أليكس (1997). علم النفس الجديد. لبنان: منشورات عويدات.

 

البحث فى المدونة

الأقسام

مقالات أخرى مشابهة

الوسوم

إترك رسالة سريعة