سمات القائد الناجح
يتناول المقال الحالي القائد الناجح ودور القائد الناجح وسمات القائد الناجح والعديد من المداخل التاريخية وفقاً لأسس البحث العلمي التي تناولت دراسة سمات القائد ومن هذه المداخل (مدخل السمات، والمدخل السلوكي، والمدخل الموقفي).
يعيش المجتمع في الوقت الراهن العديد من التطورات والتحديات المتلاحقة التي تحدد سمات القائد؛ ويبرز دور تحديد سمات القائد إزاء النهوض بالاقتصاد والارتقاء بالمستوى المعيشي للأفراد داخل المجتمع، ولذلك بات الاهتمام بالقائد السبيل إلي تقدم المؤسسات وارتقائها،
أولاً : مدخل السمات (The Trait):
يرجع هذا المدخل في جذوره إلي المجتمعات القبلية حيث قيادة زعيم القبيلة، والذي يمتاز بصفات مميزة تميزه عن غيره من الرجال القبيلة، وتختلف هذه الصفات من جامعة لآخري ومن قبيلة لآخري بحسب الأعراف والعادات والتقاليد السائدة، حيث يسود الزعيم أو الشيخ الذي غالباً ما تتوافر فيه هذه السمات والتي ورثها عن والده، وتطورت هذه النظرة إلي القائد مع ظهور نظريات يعتقد أصحابها أن القادة هم أفراد لهم القدرة الفطرية التي تؤهلهم للممارسة القيادة في مختلف المواقع القيادية.
وهناك من ميز هذه الصفات كنظرية الرجل العظيم والتي تنادي بأن القائد يجب أن يمتاز بصفات جسمية محددة من طول القامة، أو عرض الجبين والكتفين وغيرها من الصفات الجسمية، وهذه الصفات المنشودة من القائد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقدرته علي تحقيق الأهداف المادية له أولاً، ولمن يرافقه ويدعمه في زعامته وقيادته، وبناء على هذه النظرية فقد حُددت السمات الشخصية التي تتوافر للقائد ومنها: القدرة الإشرافية، والإنجاز الوظيفي، وتحقيق الذات، والثقة بالنفس، والقدرة علي الحسم، والحاجة للأمن، والعلاقة مع جماعة العمل، والمبادرة، وقلة الحاجة إلي مردود مالي، والحاجة إلي السلطة، والبلوغ،
ويعتبر هذا المدخل من مداخل دراسة القيادة غير الفعال للتنبؤ بنجاح القائد فكيف يمكن الربط بين نجاح القائد وصفاته الجسمية أو امتلاكه لمهارات قد لا تلزمه في جميع المواقع الإدارية وأضيف أن هذا المدخل من خلال أن متطلبات وصف وقياس الشخصية قد لا تكون مقاسية.
ثانياً: المدخل السلوكي لدراسة سلوك القائد:
يركز هذه المدخل علي دراسة سلوك القادة حيث يفترض السلوكيين أن القادة لا يولدون ولكنهم ينمون، وتركز هذه النظريات علي دراسة ما يعمله القائد أكثر من تركيزها علي صفاته، وأن الكثير من صفاته يتعلمه بعد الولادة ويري إتباع هذه المدخل أن العملية القيادية يجب أن لا تركز فقط علي العمل المطلوب إنجازه ولكنها تركز علي إشباع حاجات أعضاء الجماعة، يجب على القادة أن يتمتعوا بروح معنوية عالية، وإنتاجية أكثر من غيرهم، وأن تكون لديهم القدرة علي التنظيم، ولهم سمات مختلفة.
ثالثا: المدخل الموقفي لدراسة سمات القائد:
وجه الباحثون الموقفيون للقيادة أبحاثهم إلي اكتشاف المتغيرات الموقفية التي تسمح لسلوك القادة، وسماتهم لتصبح أكثر فعالية في حالة معينة، ووجد الباحثون أن القادة بحاجة لسمات قيادية مختلفة، ومن أهم صفات القائد في ضوء المدخل تتوزع في الأبعاد الشخصية والحاجة والحوافز التي تحفزه باتجاه الموقف، والتجربة السابقة والدعم، بينما يرى هيرسي Heresy وبلانشارد Blanchard أن القائد يجب أن يمتاز بمستوي معين من التوجيه والاهتمام بالأفراد والقدرة علي التعرف في المواقف المختلفة وممارسة الرقابة، في حين يعكس نموذج (فيدلر) الموقفي للقيادة سمات للقائد تتسم بقدرته علي اتخاذ القرار، والتأثير في الجماعة، ودرجة سيطرته أو تأثيره في جو الجماعة، ومدى اتصافه بالدماثة، وأن يكون ودوداً متعاون، وكفء، منفتح مما يساعده علي قيادة الجماعة.