تصنيف البحوث التربوية في البحث العلمي
تناول المقال الحالي تصنيف البحوث التربوية في البحث العلمي و البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية وبحوث التنمية والبحث الإجرائي أو البحث الموجه للعمل
التربية ليست عملية عشوائية، وإنما هي عملية قائمة على البحث العلمي بأصوله ومناهجه، وقد تعددت المجالات والأهداف التربوية التي تناولها البحث العلمي مما أدى إلى تنوع أشكال وأنماط وأهداف البحث التربوي وقد صنف الباحثون البحوث التربوية عدة تصنيفات،
تصنيف البحوث التربوية في البحث العلمي
هناك العديد من التصنيفات التي يمكن تصنيف البحوث على أساسها، وتختلف تلك التصنيفات حسب الهدف من التصنيف تصنيف البحوث إلى بحوث أكاديمية وأخرى مهنية، وكذلك تصنيفها إلى بحوث كمية وبحوث كيفية، أو تصنيفها تبعا للمعيار الزمني إلى بحوث تاريخية وأخرى وصفية وثالثة تجريبية.
وإذا نظرنا إلى البحث العلمي من زاوية استخداماته أو فائدته أو هدفه فإنه يصنف إلى بحوث أصلية وهي البحوث التي تهتم بتقدم العلم بصرف النظر عن الجانب التطبيقي فهو بحث للعلم فقط يسعى إلى زيادة المعرفة العلمية في موضوع معين، ثم تأتي بعد ذلك البحوث التطبيقية والتي تبرز الجوانب التطبيقية لما تم التوصل إليه من معرفة، حيث تسعى تلك البحوث إلى استغلال تلك المعرفة حل المشكلات الحياتية اليومية، ثم بحوث البحث التنموي ي الذي يسعى إلى استغلال المعرفة العلمية في للتوصل إلى طرائق ونظم جديدة ، مثل مثل الأبحاث التي تهدف إلى تطوير المناهج الدراسية أو إعادة النظر في طرق التدريس.
وسوف يستعرض المقال الحالي البحوث الأساسية والتطبيقية وبحوث التنمية، وتناول نمطا من البحوث التطبيقية وهو البحث الإجرائي لعلاقته بتطور ورفع كفاءة العملية التعليمية بعناصرها المتعددة من تدريسي ومنهج وكتاب منهجي إلى غير ذلك.
البحوث الأساسية
الهدف من تلك البحوث هو الحصول على المعرفة بموضوع معين فهو بحث يسعى إلى الحقائق المجردة سواء كان لها هدف تطبيقي في ذهن الباحث أو أنه لم يكن يهتم بالجانب التطبيقي لتلك البحوث، فالأصل في البحث الأساسي هو المعرفة بصرف النظر عن كون البحث له مردود تربوي وكمثال على هذا النوع من البحوث معظم تلك التي أجريت على تعلم الحيوانات كدراسات ثورنديك وكوهلر وبافلوف وكذلك التي تجرى لمعرفة أثر بعض المتغيرات على متغيرات أخرى.
البحوث التطبيقية
تسعى البحوث التطبيقية إلى استغلال ما تم التوصل إليه من معرفة في الوصول إلى نتائج يمكن تطبيقها واقعيا لحل مشكلة حياتية، مثل دراسة أسباب التسرب الدراسي بهدف وضع حلول عملية تساعد في حل تلك المشكلة ويجب أن تكون تلك الحلول عملية وقابلة للتطبيق.
ومن الطبيعي أن يستفيد البحث التطبيقي من نتائج البحث الأساسي، فأي بحث تطبيقي يجب أن يقوم على أساس من حقائق علمية سواء كان البحث في مجال العلوم الطبيعية أو كان في العلوم النفسية والتربوية، فالبحث التطبيقي يجب أن يكون له أساس علمي قائم على البحث النظري يمكن للباحث من خلاله صياغة أفكار تطبيقية يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
فإذا أراد الباحث تناول موضوع تهيئة البيئة المدرسية لتناسب ذوي الاحتياجات الخاصة، فلابد في البداية أن يتناول خصائص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنواع الإعاقات، واحتياجاتهم حسب نوع الإعاقة، وذلك ليتمكن من وضع تصور حول البيئة المدرسية التي تناسب تلك الاحتياجات ووضع خطوات عملية يمكن تطبيقها في المدارس لتحقيق هذا الهدف.
بحوث التنمية
تعمل بحوث التنمية في مجال التربية على تطوير العملية التربوية بشكل عام، سواء تمثل ذلك التطوير في تطوير الكتاب المدرسي أو إعداد أدلة للمعلمين حول طرائق التدريس، أو استخدام الأجهزة الحديثة في العملية التعليمية، فهي تتصل بالنظام التربوي ككل وليس مجرد توصية محدودة، ولهذا فإن بحوث التنمية لا يقوم بها باحث واحد أو عدد قليل من الباحثين، وإنما يجب أن وجود عدد كاف من الباحثين حسب الهدف البحثي، والذي يبدأ من تقويم كتاب مدرسي وينتهي بالبحث في تطوير النظام التربوي بشكل كامل وهو ما يحتاج إلى تخصصات متعددة ومجهود كبير.
البحث الإجرائي أو البحث الموجه للعمل
البحث الإجرائي هو نوع خاص من البحوث التطبيقية، يتميز بأنه بحث يقوم به شخص بهدف تطوير عمله، أي أن الشخص الذي يقوم بالبحث هو نفسه الذي يقوم بتطبيقه في مجال عمله.
ففي المجال التربوي عندما يقوم مدرس ببحث عن طرق التدريس الحديثة بهدف تطبيقها في علمه في الفصل الدراسي فإنه يقوم ببحث إجرائي، لا يهدف إلى زيادة المعرفة أو تعميم التطبيق – وإن كان يمكن حدوث زيادة في المعرفة أو تعميم للتطبيق عند نجاح التجربة- وإنما بهدف محدد هو تحسين أداء المدرس الناتج عن زيادة معارفه العلمية.
ونفس الأمر ينطبق على المدير الذي يقوم ببحث عن الإدارة المدرسية بهدف تحسين أدائه في القيام بعمله، وكذلك المشرف الذي يقوم بأبحاث عن الإشراف وهكذا.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- العزاوي، رحيم يونس كرو. (2008). مقدمة في منهج البحث العلمي. عمان: دار دجلة ناشرون وموزعون.