أهمية الاتصال الانساني
تناول المقال الحالي مفهوم الاتصال الانساني والمقصود بالاتصال الانساني وهدف الاتصال الانساني وأهمية الاتصالات في السلوك الإنساني والاتصالات ذات الاتجاهين
تتمثل المهمة الأساسية للمشرف في عملية إنشاء واستغلال نظام للاتصالات الفعالة بينه وبين العاملين في الشركة أو الوحدة التي يشرف عليها. إن الاتصالات بين المشرف والعاملين هي الوسيلة التي يوجه من خلالها طريق جهودهم.
أهمية الاتصالات في السلوك الإنساني
تعتبر عملية الاتصالات في حقيقة الأمر عملية تدفق المعلومات وإضافة زخم وثراء للبحث العلمي من أحد أطراف العلاقة إلي الأطراف الأخرى فالمشرف أو المدير يستطيع باستخدام سبل الاتصالات المتاحة له أن يحدد للعاملين أهداف التنظيم بصفة عامة، ويساعد على تحديد أهداف الجماعات المختلفة داخل التنظيم. فالمشرف يشرح للعامل الواجبات والأعمال التي تتوقع الإدارة منه أن يؤديها، والإمكانيات التي تضعها الإدارة تحت تصرفه لتساعده على تحقيق هذه الأهداف. كما أنها سبيل الإدارة لإبلاغ العاملين رأيها في مستويات الأداء والإنتاج. إن الاتصالات من الإدارة إلي العاملين هي السبيل أمام العامل إلي أن يمهد لنفسه مجالات العمل المتاحة أمامه، وعن طريقها أيضاً يستطيع المشرف أن يستخدم نظم المكافآت والعقوبات بتوضيح أنماط السلوك التي ينبغي على العامل إتباعها. إذن بدون سيل المعلومات من المشرف إلي العامل، لا يستطيع الأخير أن يحدد الموقف ولا اتجاه العمل الذي ينبغي عليه أن يسلكه، ولا يستطيع أيضاً معرفة رأى الإدارة في مستوى أدائه وإنتاجيته. والخلاصة أن العامل يصبح في موقف غير مستقر بدون تلك المعلومات المهمة.
من الناحية الأخرى فإن تدفق المعلومات من العاملين إلي الرؤساء، ضرورة لا غنى عنها للمدير أو المشرف الناجح. فعن طريق هذه المعلومات يعرف المشرف مساعديه ويفهم رغباتهم ومشاكلهم. كما أنه عن طريق هذه الاتصالات يستطيع المشرف أن يصحح أية أفكار خاطئة لدى العمال عن أهداف وسياسات الإدارة. ويضمن تدفق المعلومات من أسفل إلي أعلى اكتشاف المشاكل والمتاعب قبل حدوثها، سواء بالنسبة إلي الفرد أو المجموعة، وبذلك تتاح الفرصة للإدارة للعمل على تفادى تلك المشاكل وتجنب أثارها الضارة في الإنتاجية. ولعل من أهم فوائد تدفق المعلومات من فئة العاملين إلي الإدارة، أن تتعرف الإدارة رد فعل سياساتها والأوامر التي تصدرها بالنسبة إلي العاملين ووجهة نظر العامل في سياسة المشرف وأسلوبه في العمل.
الاتصالات ذات الاتجاهين:
تتفق عملية الاتصالات مع الفكرة الشائعة التي تسمى الاتصالات ذات الاتجاهين. ولكن ينبغي أن نشير إلي أن عملية الاتصالات لا تنتهي بمجرد وصول رسالة معينة من شخص إلي أخر، إذ أن الهدف هو إيصال الرسالة وضمان اهتمام المرسل إليه لمضمون الرسالة وفهمه لها، وأخيراً أن يقتنع بها ويشكل سلوكه تبعاً لذلك: أن عملية الاتصالات تتأثر إلي حد كبير بالرغبات والاحتياجات التي يشعر بها الأشخاص، كذلك باتجاههم وميولهم الشخصية والأهداف التي يسعون إليها، وبالتالي فإن الشخص الذي يتسلم رسالة معينة ليس هناك ما يضمن أنه سوف يفهم مضمون الرسالة فهما يطابق المعنى الذي يقصده المرسل، بل أن هناك احتمالاً كبيراً في أنه سوف يقوم بتشويه الرسالة سواء عن عمد أو بدون عمد، وبالتالي فإن المشرف الذي يصر على تحية العمال تحية الصباح، قد يفسر سلوكه هذا على أنه ضعف أو خوف من العمال وليس مجرد رغبة في إيجاد علاقات طيبة بينه وبينهم، إن المشكلة الأساسية في عملية الاتصالات هي ضمان الفهم المشترك للرسالة بين طرفي الاتصال.
إن المرسل يتهور أنه قد أبلغ الرسالة بمجرد توصيلها للمرسل إليه، ولكن السؤال الحقيقي هو: هل هناك ما يؤكد أن المرسل إليه قد فهم تماماً ما يعنيه المرسل؟. إن الرسالة تصل إلي الشخص من خلال رغباته وحاجاته وتصوره للأمور (أي إدراكه)، وبالتالي فإن احتمالات تشويه المعنى الذي يقصده المرسل كبيرة، وهذا يتطلب من مرسل المعلومات أن يعنى عناية تامة بتوضيح أفكاره والتأكد من أن الطرف الآخر قد فهم تماما ذلك المعنى. من الأمثلة على ذلك أن المدير إذا تحدث مع مساعديه وذكر أن هناك خططاً ومشاريع للتوسع في الإنتاج، فإن هذه المعلومات لا تعنى مجرد توسع في المكان وزيادة في الآلات، ولكنها بالنسبة إلي المرؤوس الطموح تعنى أيضا فرصاً للترقية والتقدم وتشكل لديه توقعات تؤثر في طريقة سلوكه وأدائه لعمله.
إذن نحن نجد أن الحوافز والرغبات لدى الفرد تؤثر في فهمه للمعلومات والمعاني التي يراها في الكلمات، إن معنى الحقائق قد يختلف من فرد إلي أخر أو من مجموعة إلي أخرى حسب طبيعة الظروف التي توجد فيها المجموعة أو الفرد. فمثلاً كانت إحدى الشركات قد حددت أجراً معيناً لنوع من الأعمال، ولكن لظروف الحرب وندرة العمال المتخصصين في هذا العمل، اضطرت الشركة إلي رفع فئة الأجر دون أن تغير العقد الذي وقعته مع نقابة العمال. وبعد انتهاء الحرب، ونظراً لكثرة المعروض من العمال طالبي العمل، رغبت الشركة في العودة إلي فئة الأجر القديمة. ولكن العمال احتجوا بحجة أن العقد قد تغير بحكم الواقع. السبب في المشكلة هنا هو أن الشركة لم تستخدم الأسلوب الصحيح في إعطاء العمال المعلومات الدقيقة عن سبب رفع الأجر، وعن أن هذا مجرد إجراء وقتي، الأمر الذي جعل العمال يظنون أنه تغيير أساسي للأجر وبالتالي لا يجوز للإدارة أن تعدل عنه.
أن المشكلة في موضوع الاتصالات شأنها شأن جميع النواحي المتعلقة بالعلاقات الإنسانية. إن الأمر هنا يتصل بالإنسان، والإنسان كما أوضحنا له رغبات وآمال وتوقعات تؤثر كلها في طريقة تصوره للأمور وطريقة فهمه للحقائق واستجابته للاتصالات. إن الإنسان في محاولته لفهم العالم المحيط به. يكون لنفسه مجموعة من الأفكار والمفاهيم ولا يحاول تغييرها مهما تغيرت الظروف. وتأثير ذلك أن الفرد في مواجهة تدفقات المعلومات الآتية إليه من أشخاص آخرين يحاول دائماً تحقيق التوافق بين هذه المعلومات وبين الأفكار والمفاهيم التي كونها لنفسه.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- السلمي، على. (1995). السلوك الإنساني في الإدارة. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.