أهم المتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي
تناول المقال الحالي مفهوم السلوك التنظيمي والمتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي و المقصود بأهم المتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي وأهم المتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي.
من أكثر ما يميز المتغيرات التي تؤثر على السلوك التنظيمي للفرد هو التقاليد والعادات المتواجدة داخل المجتمع، تلك المتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي للفرد تضبط وتتحكم في حركة الفرد ووجهة نظره تجاه عناصر المجتمع الأخرى. في سبيل تحقيق أهداف التنظيم إذا اختلفت أو تناقضت أهداف الجماعة عن الأهداف التنظيمية العامة.
أهم المتغيرات المؤثرة في السلوك التنظيمي
تتمثل أهم المتغيرات في:
- القيادة
- الاتصالات
- المشاركة
وقد وضحت أهمية هذه المتغيرات نتيجة لعدد من الدراسات كانت أولاها سلسلة التجارب التي أجريت بمصانع هوثورن في الفترة من ١٩٢٧ إلى ١٩٣٢ وقد عرفت هذه الدراسات باسم (دراسات هوثورن) نظراً لما ترتب عنها من نتائج شديدة الوقع والتأثير على الفكر الإداري والتنظيمي. وكانت أهم هذه النتائج هي غير المتوقعة أي تلك التي لم تخطر على بال التون مايو وزملائه حين بدءوا دراساتهم. فعلى سبيل المثال فقد تم إيجاد تجربة استهدفت زيادة الإضاءة على المعدلات الوظيفية والإنتاجية والتي تفاجأ منها الباحثون العلميون حيث لم تثبث أي علاقة بين المتغيرين على عكس ما كانت تتنبأ به نظرية الإدارة العلمية من أن زيادة الإضاءة لابد أن تؤدى إلى زيادة الإنتاج.
ومما أثار دهشة الباحثين أنه في بعض مراحل الدراسة ثبت أن مستوى الإنتاج ارتفع برغم خفض الإضاءة إلى مستوى أقل مما كانت عليه قبل بدء الدراسة. وقد كانت هذه الدراسة بداية الطريق لعدد من الدراسات مما جعلت نتائجها تثير الشك واحدة بعد الأخرى في صحة فروض النظرية الكلاسيكية (الإدارة العلمية) عن وجود علاقة مباشرة بين ظروف العمل المادية وبين معدل الإنتاج. وقد بحث التون مايو وزملاؤه العلاقة بين عدد من المتغيرات وبين الإنتاجية ومن تلك المتغيرات:
- كثافة الإضاءة.
- فترات الراحة.
- نظام دفع الأجور.
يصل فريق الباحثين في كل تلك الدراسات إلى نفس النتيجة وهى عدم وجود علاقة واضحة أو ثابتة بين أي من المتغيرات وبين الإنتاجية، حيث كانت الإنتاجية تزيد باستمرار بغض النظر عن اتجاه التغيير في تلك العوامل لذلك كان التساؤل عن الأسباب أو العوامل التي أدت إلى ارتفاع الإنتاجية، وكانت الإجابة هي أن الزيادة في إنتاج العمال موضع الدراسة كانت بسبب:
- التغير في الموقف الاجتماعي للعمال.
- التغير في مستوى رضائهم النفسي عن العمل.
- أنماط التفاعل الاجتماعي الجديدة بين العمال بعضهم بعضاً، وبينهم وبين الباحثين وممثلي الإدارة.
وقد ترتب على تلك التجارب اكتشاف أهمية (العوامل الاجتماعية) في الإنتاج. ثم كانت تجربة أخرى أجريت على بعض العمال في حجرة لف أسلاك لوحات التحويل. وقد أسهمت هذه التجربة في هدم بعض الفروض الأساسية للإدارة العلمية. فقد تبين للباحثين بجلاء تام أن العمال لا ينتجون بكامل طاقتهم بل هم يقيدون الإنتاج، وأنهم يلتزمون بتقليد أو عرف حددته جماعة العمل عن كمية الإنتاج المعقولة بغض النظر عن أنها تقل عن الحد الذي قدرته الإدارة. وقد كان تقييد الإنتاج واضحاً برغم أنه كان يحرم العمال من الحصول على دخل أعلى مما كانوا يحصلون عليه وقد أدت هذه السلسلة من التجارب إلى تثبيت ما يسمى (أثر هوثورن) أو يقصد بذلك أن تماسك الجماعة والالتزام بمبادئها له تأثير على الإنتاجية. وقد استمدت نظرية التنظيم الإنسانية من تجارب هوثورن بعض المبادئ الأساسية أهمها:
- يعتبر التنظيم مجموعة من العلاقات التي تتواجد بين الأفراد داخل المجتمع.
- التنظيمي يتحدد وفقاً لسلوك أفراد التنظيم الذين يتأثرون بدورهم بضغوط جماعية ناشئة العادات والتقاليد التي تعتمدها وتتبناها الجماعة.
- أن القيادة الإدارية تلعب دوراً أساسياً في التأثير على تكوين الجماعات وتعديل تقاليدها وعرفها بما يتناسب مع أهداف التنظيم. كذلك فإن القيادة الإدارية تعمل على تحقيق درجة أكبر عن التقارب والتعاون بين التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي.
- أن السبيل لتحقيق هذا التقارب هو إدماج التنظيم غير الرسمي في التنظيم الرسمي عن طريق إشراك العمال (العاملين بصفة عامة) في عملية الإدارة وتحميلهم مسئولية العمل على تحقيق أهداف التنظيم.
- أن الاتصالات بين أجزاء التنظيم ليست مقصورة على شبكة الاتصالات الرسمية، بل أيضاً على شبكة الاتصالات غير الرسمية وأن هذه الشبكة غير الرسمية قد تكون أكثر فاعلية في التأثير على سلوك العاملين. لذلك ينبغي النظر إلى عملية الاتصالات وتوفير المعلومات باعتبارها من المتغيرات الأساسية المؤثرة على السلوك التنظيمي.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
- السلمي، على. (1995). السلوك الإنساني في الإدارة. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.