الاضطرابات النفسية عند الأطفال
تناول المقال الحالي الاضطرابات النفسية و مفهوم الاضطرابات النفسية عند الأطفال وأسباب الاضطرابات النفسية عند الأطفال وذلك وفقاً لأسس البحث العلمي.
يصُعب إيجاد سبب واضح بالنسبة للاضطرابات النفسية لدي الأطفال بل تكون الأسباب عادة كثيرة ومعقدة ويوجد ارتباط بينها، ويكون للاضطرابات النفسية كبير الأثر على الطفل في تكوين شخصيته، وتوجد العديد من العوامل التي تؤثر في النمو الطبيعي للفرد ،
1 - العوامل البيولوجية :
وهي العوامل التي يولد مزوداً بها الطفل في الحياة، وتعني بالوراثة الانتقال البيولوجي من خلال المورثات من الآباء إلي الأبناء في لحظة الحمل، وتشمل أي إصابة لدي الطفل أو أمراض يصاب بها أثناء الحمل مثل (الحصبة الألمانية التي تصيب الأم في أول ثلاثة شهور) ونجد أيضاً أمراضاً موروثة وواضحة ومنها بعض أنواع التخلف العقلي مثل المنغولية، تلك الإعاقات الجسدية تلعب دوراً في امتلاك الفرد لاضطرابات نفسية عديدة، ويذكر أن الاضطرابات النفسية قد تنتج بسبب وراثي مثل وجود قدر من الذهان أو العصاب وغيره، كما تتباين اضطرابات الأطفال النفسية وفقاً لعدد من العوامل كعدد ساعات نومهم وغفوتهم. ، وهذه نتيجة للعوامل البيولوجية المختلفة والتي تختلف من طفل لآخر.
2 - عوامل نتيجة الإصابة أو نتيجة أمراض جسمية :
قد تؤثر الإصابة أو المرض مباشرة علي الجهاز العصبي لدي الطفل مثل التهاب المخ وارتجاج المخ أو الإصابة أثناء الولادة أو قد تكون الإصابة في عضو أخر غير الجهاز العصبي فتوثر علي التوازن النفسي للطفل مثل العاهات التي تصيب الشخص كفقد البصر أو السمع أو النطق، فهذا كله يمكن أن يؤثر علي التحصيل الثقافي والكفاءة المهنية للشخص، ولهذا العاهات آثارها غير المباشرة، فصاحب العاهة يقابل عادة من غيره بأنواع متباينة من المعاملة، فبعض الناس يهزءون منه وهذا قد يثير غضبه عليهم، وقد يتحول هذا لحالة نفسيه، فقد يستغل صاحب الحاجة ضعفه وعاهته دون أن يقصد لاستقطاب عطف الناس وحبهم له، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يؤدي شعور الناس بالشفقة والعطف تجاه الفرد ذو العاهة لشعوره بالضعف والثورة على عاهته وضعفه مما يؤدي إلى وجود بعض الاضطرابات النفسية لديه، وقد يؤدي هذا إلي نمو خبرته وقوته ونتيجة هذه القوة قد يسعي إلي هدم أو بناء المجتمع.
3 - العوامل البيئية :
أ- علاقة الطفل بوالديه:
تبدأ علاقة الطفل بالأم أولاً وقد تؤدي هذه العلاقة إلي إشباع لرغباته أو إهمال لهذه الرغبات، وتزداد الأمومة ثراء بالمشاركة من جانب الأب وبقية أعضاء الأسرة، وقد وجد أن العلاقة الأسرية الغير سوية في تاريخ الكثير من الأشخاص العصابيين والذهانيين، وقد تتفاوت مظاهر العلاقة بين الآباء وأبنائه فزيادة التدليل أو الحماية أو الإهمال الزائد يصبح عاملاً أساسياً في وجود عدد كبير من الاضطرابات النفسية لدى الفرد وانحراف سلوكه.
- الإهمال : قد توجد الاضطرابات النفسية لدى الطفل وتؤذيه مستقبلاً لو قام الوالدين بإهماله لفترة طويلة، ويُشار بأن الإهمال قد يعتبر أمراً يحدث بشكل غير شعوري من الآباء وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية على صحة الطفل النفسية، أو عند نفس الوالد من وقت لآخر. ويعبر عن الإهمال إما بالإنكار أو بالنقد المستمر أو بتفضيل أخ علي أخ آخر أو بالإهمال التام وقد يظهر الطفل أعراض سيكولوجية خفيفة أو شديدة نابعة من تمرده واضطرابه النفسي .
- اضطرابات نفسية لدي الوالدين أو اضطرابات شخصية: تتمثل هذه الاضطرابات النفسية في الخلافات الزوجية، أو الناتجة عن التشوهات خلقية، ونوع الجنس يختلف عما يريدون، أو أن يكون احد الوالدين قد مر بنفس طريقة الإهمال وهو طفل صغير.
- الحماية الزائدة : في حالة التدليل والحماية الزائدة فإن هذا يقضي على فرض كون الطفل يتمتع بقدر من الاستقلالية وتلبية مطالبه دون وضع حدود منطقية وعقلانية لتلك المطالب وهو ما يصيب الطفل مستقبلاً بالجشع واللامبالاة، أو تفرض عليه رغباتها، وقد يكون السبب أنها فقدت طفل سابق أو مرض طفل آخر أو مشاكل أسرية، وهذا يجعل الطفل علي غير استعداد لملاقاة الواقع خارج حياته المنزلية، ويكون قلق وشديد الأنانية.
ب - علاقة الطفل بالمدرسة :
الذهاب إلى المدرسة يعمل على فصل الطفل من والديه وتواجده داخل نظام مختلف به مجموعات تختلف عن مجموعات نطاق أسرته، والمشاركة في نشاطات الجماعة، ولكنها مصادر فعالة في الضغط علي الطفل، والطريقة التي يقوم المعلمين بإتباعها لمعالجة تلك المتطلبات الخاصة بالأطفال قد تكون لها آثاراً إيجابية أو سلبية على شخصية الطفل ونموه. والخبرات الشائعة الخطيرة بالنسبة للنمو السوي للطفل في محيط الدراسة هي الضغط الزائد للوصول إلي مستويات تحصيل معينة، وممارسة التهديد والضغط لكي تجعل الطفل يسلك بطريقة معينة.
د - علاقة الطفل بالجيران :
قد تكون سببا هاما في نشأة الأمراض النفسية مثل الأطفال الذين ينشئوا في أحياء يكثر فيها الأجرام والتشرد والسرقة، مما يعرضه لسلوك مشابه، وأيضا تختلف هذه العلاقة حسب القيم في المجتمع من الناحية الدينية مثلا والأخلاقية كذلك
4- العوامل المتعددة :
وتعتبر كل من المدرسة والأسرة عنصرين يعملان على إصابة الطفل بالأمراض والاضطرابات النفسية أو عدم إصابته بتلك الأمراض أو الاضطرابات، ولذلك يمكننا القول إن معظم الاضطرابات النفسية تنتج من تفاعل كل هذه العوامل البيئية والوراثية.