المدونة

أدوات البحث العلمي

أهمية المقابلة كأداة في التشخيص النفسي

2019-07-09 الكاتب : مدحت جمال مشاهدات : 9523 مره
أهمية المقابلة كأداة في التشخيص النفسي
فهرس المقال

أهمية المقابلة كأداة في التشخيص النفسي

 

   تناول المقال الحالي تعريف أداة المقابلة وأهمية المقابلة كأداة في التشخيص النفسي وكيفية استخدام المقابلة كأداة في التشخيص النفسي

   تعتبر المقابلة أحد أهم أدوات وأساليب جمع المعلومات في علم النفس، وذلك لدورها البارز في إقامة علاقة علاجية للحصول على المعلومات وتحديد طبيعة المشكلة لتقديم أفضل خدمات علاجية ممكنة لحل المشكلة وتجنب تكراراها.

أهمية استخدام المقابلة كأداة في التشخيص النفسي

     يمثل التفاعل والثقة المتبادلة بين المريض والطبيب عامل هام من عوامل نجاح الطبيب في مهمته التشخيصية ومن ثم العلاجية، ومن هنا تظهر أهمية المقابلة في عملية التشيخص النفسي، حيث تساعد المعالج الملاحظة الدقيقة للمريض ومن ثم فهم طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها.

 

     فالمقابلة هي موقف فيه تفاعل بين الطبيب والمريض يتم فيها تبادل المعلومات والآراء بناء على أسس البحث العلمي، وتستهدف حث العميل على الحديث بصورة تلقائية صريحة وصادقة في المقابلة التشخيصية. وتطبق المقابلات بصورة عادية عندما تتم رؤية المريض لأول مرة في المستشفي أو العيادة النفسية أو في المؤسسة أو في مركز التوجيه والإرشاد النفسي والمقترح. وهناك أنواع مختلفة من المقابلات التي تختلف باختلاف الخلفية العلمية لمن يجريها وباختلاف الهدف من إجرائها فعالم النفس التحليلي أو صاحب الاتجاه التحليلي سوف يهتم بالعمليات الفكرية للمريض وتاريخه الاجتماعي السابق. بينما عالم النفس السلوكي أو صاحب الاتجاه السلوكي سوف يركز اهتمامه على الظروف الراهنة والمتصلة أو المرتبطة بأعراض المريض.

 

     أما بالنسبة للمكان أو الموقف الذي تمارس فيه المقابلة، فالمقابلة تختلف في المستشفي عنها في المصنع أو في عيادة الإرشاد الطلابي في الجامعة وكذلك فهي تختلف عن ذلك في عيادات إرشاد الأطفال، كما تختلف طبيعة المقابلة من مجال إلى آخر ومن عالم إلى آخر. فإن المعلومات المطلوب الحصول عليها من خلالها تختلف من مجال إلى آخر ومن خلفية ثقافية إلى أخري،وتستهدف المقابلة الحصول على المعلومات الآتية:

- التعرف على طبيعة المشكلة أو المشكلات: بمعني وصف السلوك المشكل أو هدف أو غاية الأغراض، وكذلك النتائج أو المتتبعات لهذه المشكلة أي أثارها وكيف ترتبط الأعراض بأي من المواقف أو الخبرات أو الناس أو الأشخاص أو أي من ضغوط الحياة الراهنة أو الآتية؟. وماذا يحدث نتيجة لظهور الأعراض أو عند التعبير عن الأعراض؟ بمعني ما هي المكافآت التي يحصل عليها المريض بعد أن يبدي أو يظهر أعراضه في هذا النطاق، يبحث الطبيب عن النظام الاجتماعي مثل أسرة المريض التي قد تكون السبب في خلق المشكلة، مثل هذه المعلومات تضاهي ما يسميه عالم النفس السلوكي بالتحليل الوظيفي.

- الجانب المعرفي: بمعني ما هي التفاسير المختلفة التي تبدو مناسبة لشرح الأعراض وما هي التوقعات التي يمكن أن نفسر بها أعراض المريض؟ وتفاسير المريض أو شروحه لأعراضه، فقد يقول المريض إن شعوري بالدوخة وضربات قلبي السريعة تعني أن لدي حالة قلبية خطيرة.

- التاريخ المسبق: وهنا يتساءل الباحث عن نوع التعلم الاجتماعي والخبرات المكتسبة التي يحتمل أن تكون قد أسهمت في نشأة السلوك المشكل أي الأعراض أو المرض. كذلك ما هي العوامل الفسيولوجية التي تتصل بالأعراض الحالية، من ذلك المرض الجسمي أو الإعاقة الفيزيقية.

- العوامل الاجتماعية الأوسع التي قد تترابط مع نمو المرض أو بقاء الأعراض: يجب أن يعرفها الباحث، ومن تلك العوامل السلالية والجنسية أو العرقية أو الدينية والاجتماعية والاقتصادية وما إلى ذلك، وهنا يركز المرشد على ظروف الانتقال إلى المجتمع الجديد وطبيعته الصحراوية ومشكلات التكيف للمجتمع الصحراوي الجديد.

- تقويم ما يمتلك الفرد من القدرات الجسمية والعقلية: التي قد تساعد في تعديل سلوكه غير المتكيف، وما هي العوامل التي توجد في البيئة الاجتماعية والتي يمكن أن تساعد في العملية العلاجية كالجمعيات التعاونية.

- الدافعية نحو العلاج: ماذا يقول المريض أو ماذا يفعل، بحيث نتعرف على مدي رغبته أو دافعيته نحو تلقي المعالجة، وهل سعي المريض بنفسه للحصول على المعالجة أم أنه كان مدفوعا بالسلطات المدرسية أو الجامعية أو السلطات القضائية؟ كذلك يختلف المقابلون فيما يتعلق بالمعلومات والحقائق الرسمية التي يعتمدون عليها. فهناك من يشجع المريض نفسه أن يروي قصته بنفسه، ويسير معه حتى يصل إلى ما يريد.

 

   

 

 والأخصائي الماهر يستطيع أن يستخلص من روايات المريض ما يشاء من الحقائق التي يريدها، كذلك يوفر الفرصة للمريض لكي يفصح عن انفعالاته ويميط اللثام عنها، باعتبار التداعي الحر للتعبير عن انفعالات. ويستطيع المعالج أن يمسك بما يسمعه من نقاط مهمة، ويطلب من المريض أن يركز عليها، وأن يزيدها إيضاحاً. فضلا عن إتاحة الفرصة، من خلال المقابلة للفضفضة أو إطلاق سراح الانفعالات الحبسية وتطهير الذات مما بها من كبت وعقد وآلام وتفريغ انفعالات المريض. وعملية التفريغ في حد ذاتها وسيلة من وسائل العلاج وتحقيق الشفاء.

 

مراجع يمكن الرجوع إليها:

     - العيسوي، عبد الرحمن (1997). أصول البحث السيكولوجي. لبنان: دار الراتب الجامعية.

 

 

البحث فى المدونة

الأقسام

مقالات أخرى مشابهة

الوسوم

إترك رسالة سريعة