دور الترجمة في التبادل الثقافي
يتناول المقال الحالي دور الترجمة في التبادل الثقافي و أهمية الترجمة وماهية الثقافة والتبادل الثقافي ودور الترجمة في التبادل الثقافي
التبادل الثقافي هو وسيلة هامة تقوم من خلالها الأمم والمجتمعات بترجمة نفسها ويتم ترجمتها بدورها من قبل الآخرين. لذا تعتبر للترجمة دور كبير في عملية التبادل الثقافي، فيتم من خلالها الأفكار والإيديولوجيات وأشكال المعرفة إلى سياقات جديدة. .
أهمية الترجمة:
إن للترجمة دور كبير في بناء الأمم، فلولاها لما تم التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، فالترجمة أداة للتنمية ونشر المعرفة العلمية ونقل التكنولوجيا وغيرها من العمليات الضرورية، للاستفادة من علوم الآخرين وتقنياتهم في تحقيق التنمية الهادفة، وبالتالي ترقية حياة الإنسان والمجتمع. ويتجلى دور الترجمة في نقلها للمعارف ونتاج الفكر العلمي والأدبي والثقافي والفني لدى اللغات والحضارات الأخرى، بالإضافة إلى إسهامها في نشر الصلح وعمل المعاهدات. وترجع حركات الترجمة إلى فترات ما قبل التاريخ والميلاد والمتمثلة في المعاهدات التي تمت بين الفراعنة والحيثيين، والمتمثلة أيضًا في فتوحات الإسكندر الأكبر والذي اشتهر بفتوحاته في مشارق الأرض ومغاربها، فمر بالعديد من الحضارات الإنسانية، وكانت تعج تلك الفترة بالأسماء الكبيرة للعلماء والمعلمين الكبار الذين استفادوا مما انتجته الحضارات الأخرى. وهضم العلماء اليونان والرومان من فلاسفة وغيرهم المعارف الانسانية، وكانت الحاجة الى الترجمة كبيرة؛ لمعرفة ما في تلك الكتب والحضارات من علوم يمكن تطويرها أو الاستفادة منها. وانتشرت حركات الترجمة في الحضارة الإسلامية أيضًا وغيرها من الحضارات لتحفيز حركات التبادل والتعرف على الثقافات المختلفة.
ماهية الثقافة:
ارتبط وجود الثقافة بالوجود الإنساني وتطور مع الحياة الإنسانية وفقًا لما يقدمه الإنسان من إبداع وإنتاج في شتى المجالات المختلفة، فالثقافة هي مؤسسة معقدة تتضمن المعارف والمعتقدات واللغات والفنون والقوانين والدستور والمعايير الأخلاقية والقيم والأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية والمهارات التي يمتلكها أفراد مجتمع محدد، فهي أساس الأفعال الإنسانية ومعيار الحضارات لدى الأمم المختلفة، فتوجد العديد من الأمم التي استطاعت أن تدرك الثقافة في كافة جوانبها وبالتالي زيادة وعيها الثقافي وتحويله إلى فعل عام يساعدهم في التقدم، على الرغم من كون الثقافة التي تم إدراكها دخيلة على ثقافة تلك الأمم وقد تسبب خلل كبير.
التبادل الثقافي:
التبادل الثقافي هو ضرورة حضارية يتم من خلاله دمج الثقافات وترميم ثقافة الأمة وسدّ الفجوة والخلل الموجود بها، وتكتسب الأمم من خلاله القيم والأبعاد الإيجابية، فتختار الأمم ما تريده وتحتاجه من الثقافة. ويعتبر التبادل الثقافي من علامات قوة الامم، وقدرتها على المشاركة في الإنتاج والتفاعل مع الثقافات الأخرى. ويعتبر التبادل الثقافي أداة من أدوات تنمية الأمم، والذي ساهم في بناء حضارات وأمم عدة.
دور الترجمة في التبادل الثقافي:
مما سبق، نستنتج أهمية دور الترجمة في عملية نقل وتبادل الثقافة بين الحضارات المختلفة. فالترجمة ما هي إلا مد جسور بين الثقافات، حيث يعمل المترجمون على نقل الآداب والعلوم والفنون والموسيقى والأعراف وغيرها من المعارف التي تساهم في تنمية ثقافات الأمم وحضاراتها.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
مراجع عربية:
- مشوح، لبانة. 2001. الترجمة والتنمية الفكرية- القطاع الإداري نموذجًا. مجلة جامعة دمشق، المجلد 27، العدد 3.4.
- الدجاني، بسمة. 2007. دور الترجمة في حوار الحضارات: تجارب رائدة تركت أثرا في المجتمع المتلقي.
مراجع أجنبية:
- Schaffer, K. and Song, X. (2006). Writing beyond the wall: translation, cross cultural exchange and Chen Ran’s A Private Life. PORTAL Journal of Multidisciplinary International Studies, 3(2), 1-21.